أكد الكاتب والصحفي الفرنسي الإيطالي الشهير، سالفادور لامباردو، أن الروح التي خيمت على سماء مدينة الداخلة خلال الدورة ال26 لمنتدى كرانس مونتانا، تشكل حصنا ضد التطرف الذي يضرب تونس وإفريقيا. وكتب لامباردو في مقال أعاد الموقع الإلكتروني لمنتدى كرانس مونتانا نشره أن "هذا المنتدى الذي نظم على أرض مغربية شكل إشارة أطلقت لكل أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن في الإمكان تدبير الحاضر بأدوات وعقلية الأمس".
واعتبر الصحفي المنخرط لفائدة قضايا العالم الثالث، ومؤسس مجلة "آرت سود" أنه "في الوقت الذي تجتاز فيه تونس في فوهة الهجمات الإرهابية الجهادية، فإن الأيام الثلاثة لمنتدى الداخلة كان لها مفعول الترياق".
وبعيدا عن كونها تظاهرة دولية إضافية، فإن منتدى كرانس مونتانا يكون قد أهدى لإفريقيا هذه الريح الجديدة التي تتحدى النفاق والجبن.
وقال إنه و"على عكس مناوشات الجزائر الميؤوس منها، فإن القس جيسي جاكسون قد بث خلال ثلاثة أيام جميلة الروح الجديدة التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس في الرسالة السامية التي تمت تلاوتها خلال الجلسة الافتتاحية" للمنتدى.
وأوضح لامباردو أن هذا ليس الزمن الذي يكفي المرء أن يزرع فيه الشك ويتلاعب بالرأي العام لبلوغ مآربه. "إنها لحظة النور والروح. إذا أردنا أن نقضي على التطرف الديني والسياسي، إذا أردنا أن لا تكون القارة الإفريقية التي سيبلغ عدد ساكنتها عما قريب ملياري نسمة، قنبلة موقوتة، فإنه يتعين علينا أن نتصور هنا والآن حلولا خلاقة وسخية".
وأكد أنه "في هذا السياق بالضبط، يطلق المغرب إشارة إلى أنه يتعين التحلي بفضيلة الإصغاء".
وفي معرض حديثه عن مشاركته في دورة منتدى كرانس مونتانا (12-14 مارس الجاري)، أكد لامباردو أن "كل تلك الجلبة والضجيج" الذي تم افتعاله بشأنه بهدف الحيلولة دون المشاركة فيه لم تزد قراره تلبية الدعوة إلا ثباتا.
وقال "لقد أتيت إلى الداخلة للتعبير عن دعمي المعنوي والسياسي لجميع المبادرات المبلورة في إطار هذا المنتدى الجديد لكرانس مونتانا، وذلك لتحقيق هدف واحد هو إعطاء الفرصة لإفريقيا".
وذكر بأن المنتدى عرف مشاركة 800 شخص من 112 دولة عبر العالم. ومن ضمنهم رئيسا الحكومة السابقان الإسباني خوصي لويس رودريغيس ثاباتيرو، والفرنسي دومينيك دوفيليبان، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة فيليبي دوست بلازي، ورئيس مقدونيا جورجي إيفانوف.
وينضاف لهؤلاء كل من دوغلاس ايتي، نائب رئيس وزراء جزر سليمان، والرئيس السابق لجزر القمر، عبد الله سامبي، والقس الأمريكي جيسي جاكسون الذي قدم للإعراب عن عشقه لإفريقيا.
وحسب الصحفي لامباردو، فإن كل هذه الشخصيات قدمت إلى الداخلة بهدف "إيجاد أجوبة لمطالب قارة تشهد جميع الرهانات الكبرى للقرن الحادي والعشرين". ومن ضمن هذه الرهانات، يوضح الكاتب، هناك حقوق الإنسان، والمرأة، والصحة، والتغذية، والمواد الأولية، والأمن، والانفتاح على الأطلسي والعالم، ومكافحة الإرهاب بالتنمية.