شاركت في منتدى "كرانس مونتانا" المرموق المنعقد حاليا بالداخلة، شخصيات عالمية بارزة ووازنة من عالم السياسة والاقتصاد والمال، لمناقشة قضايا كبرى تشغل إفريقيا في السياق الراهن. فقد استقطب هذا المنتدى المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب"، أزيد من 800 شخصية من ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات. وتمثل هذه الشخصيات 36 بلدا إفريقيا و30 بلدا أسيويا و31 دولة أوروبية و15 دولة من أمريكا اللاتينية، فضلا عن أكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية. ومن ضمن الشخصيات التي تحضر هذا المنتدى هناك رئيس مقدونيا جوجي إيفانوف، ورؤساء سابقون لكل من دول بلغاريا، بيتر ستويانوف، وكرواتيا، إيفو يوسيبوفيتش، وجزر القمر، عبد الله سامبي، وإستونيا، أرنولد روتيل، والشيلي، ريكاردو لاغوس. وحضر إلى مدينة الداخلة أيضا، رؤساء وزراء كل من جمهورية الدومينيكان، روزفيلت سكريت، وغينيا، محمد سيدي فوفانا، إضافة إلى نائب رئيس وزراء كل من البرتغال، باولو بورتاس، وجزر سليمان، دوغلاس إيتي. ويعرف منتدى كرانس مونتانا أيضا مشاركة رؤساء حكومات سابقون، ويتعلق الأمر بكل من الإسباني خوصي لويس رودريغيس ثاباتيرو، والفرنسي دومينيك دوفيليبان، وبلجيكا، ييف ليتيرمي، وروماينا، بيتر رومان، وجمهورية التشيك، ييري باروبيك، وغينيا، موديبو ديارا وتور سيديا. نوه القس جيسي جاكسون، الجمعة بالداخلة، بمناخ الاستقرار ودينامية التنمية التي يشهدها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، داعيا إلى استلهام النموذج المغربي لإشاعة قيم التعايش والنهوض بالنمو الاقتصادي والتنمية في مختلف تجلياتها عبر العالم، وبالقارة الإفريقية على وجه الخصوص. وأبرز القس جاكسون في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى كرانس مونتانا، الموقع "الريادي" للمغرب في مجال التعايش بين الديانات. وقال إن "المغرب مثله مثل القدس، يشكل ملتقى للديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية"، وأن "حضورنا اليوم بالداخلة، يأتي لنستلهم ريادة هذا البلد". وأضاف القس جاكسون "أتوجه بالشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لرعاية هذا الحدث"، الذي ينظم في "بلد مستقر في عالم متقلب ومضطرب"، منوها بالدور الكبير الذي يضطلع به المغرب في مجالات النمو الاقتصادي، والنهوض بحقوق الإنسان، وكرامة الأفارقة، وكذا الجهود التي يبذلها لمكافحة الفساد. ودعا القس جاكسون في كلمته أيضا إلى النهوض بالسلام عبر إفريقيا والعالم باعتبار ذلك مفتاحا للتنمية. وقال إن "السلم لا يعني فقط غياب الحرب، وإنما إحقاق العدالة واحترام قواعد الحكم". وفي سياق متصل، أشار القس جاكسون إلى أن عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا يجب أن توازيها عولمة لحقوق الإنسان والحقوق البيئية والأمن والسلم، داعيا إلى تعزيز الجهود لمكافحة الإشكالات المطروحة بإفريقيا من قبيل الفقر والنقص في التغذية والأوبئة. وخلص القس جاكسون إلى أن "ما نريده اليوم، هو توجيه رسالة واحدة بعدة لغات، هي رسالة التعايش وتحقيق العدالة" في مختلف بقاع العالم. يشار إلى أن هذه ليست أول مرة يزور فيها القس جيسي جاكسون المغرب ومدينة الداخلة، حيث سبق ونوه بمختلف المنجزات والإصلاحات التي تحققت بالمملكة والوتيرة المتسارعة للتنمية بها وما راكمته من تجربة ديمقراطية مما جعلها نموذجا فريدا يحتذى به في المنطقة. كما سبق له وأبدى إعجابه بالتقدم الذي تحقق في الأقاليم الجنوبية للمملكة ، خاصة في مجال الحريات والبنيات التحتية.