قالت منظمة اليونيسيف إن الإعصار المداري "بام" الذي اجتاح ارخبيل فانواتو وضرب جزر سليمان، قد يكون "أحد أسوأ" الأعاصير في تاريخ المحيط الهادي، بعد أن قتل العشرات. وذكرت تقارير أن الإعصار المداري "بام" أودى بحياة خمسة أشخاص على الأقل اليوم السبت (14 مارس) في جنوب المحيط الهادي ويخشى من ارتفاع حصيلة القتلى بسبب واحدة من أقوى العواصف التي تم تسجيلها. واجتاح الإعصار منطقة تكثر فيها الجزر، مما أدى إلى هبوب رياح قوية وأمطار غزيرة وارتفاع أمواج البحار.
وبدا أن جزيرة "فانواتو" الأكثر تضررا، حيث تحرك الإعصار بشكل بطيء من الجنوب إلى الجنوب الشرقي باتجاه نيوزيلندا. ونقلت قناة "إيه.بي.سي" عن إيسو نيهمي -منسق مجموعة عمل خاصة بالمناخ- إن أربعة أشخاص قتلوا في العاصمة "بورت فيلا". وأضافت القناة أن شخصا واحدا قتل في بابوا غينياالجديدة عندما سقطت شجرة على منزل خلال رياح قوية ناجمة عن الإعصار المداري.
وازدادت قوة "بام" إلى إعصار من الفئة الخامسة في وقت مبكر يوم أمس الجمعة عندما اجتاح فانواتو، تصاحبه رياح تصل إلى 340 كيلومترا في الساعة في العاصمة بورت فيلا، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة الأسترالية "ايه بي سي". وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية إن هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن 44 شخصا لقوا حتفهم في إقليم "بيناما"، حسبما ذكر التقرير.
ونقل التقرير عن عمال الإغاثة قولهم إن الاتصالات انقطعت في جميع أنحاء الجزيرة، الأمر الذي زاد من صعوبة تحديد مدى الضرر. وقال نيكولا كري من منظمة "أنقذوا الأطفال" لهيئة الإذاعة الأسترالية إن "المساكن المؤقتة التي يعيش فيها معظم الناس في فانواتو، دمرت تماما، ولم يبق شيء من الإسكان المحلي".
وقالت المديرة التنفيذية للمكتب، فيفيان ميدابورن، في بيان إنه "على الرغم من أنه لا يزال من المبكر جدا التحقق من الأمر، إلا أن التقارير الأولية تشير إلى أن هذه الكارثة الطبيعية قد تكون إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ المحيط الهادي".
وعرضت أستراليا مساعدة جزيرة فانواتو، بوصفها أكبر جهة مانحة للمساعدات للجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 250 ألف شخص وتبعد حوالي 2600 كيلومتر عن ساحل ولاية كوينزلاند. وقالت وزيرة الخارجية جولي بيشوب "نحن على استعداد للمساعدة بكل ما هو مطلوب، والعمل مع شركائنا، في نيوزيلندا والدول الأخرى في المحيط الهادئ".
وقد اجتاحت الأمطار الغزيرة والرياح القوية والأمواج العالية الناجمة عن الإعصار منطقة جنوب المحيط الهادئ لعدة أيام، حيث أثرت أيضا على جزر سليمان وفيجي.