تحت شعار :"التربية الإدماجية بواسطة اللغات"، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء أمس الجمعة، حفلا بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، بشراكة مع مكتب منظمة اليونسكو بالرباط وذلك بمقر المعهد بمدينة العرفان بعاصمة المملكة.. فعاليات هذا الحفل، الذي حضره عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وفعاليات ثقافية وإعلامية أمازيغية، توزعت فقراتها على قراءات شعرية ولوحات فنية أداها مبدعون ومبدعات من المغرب ومن أنحاء مختلفة من العالم تعكس عادات وتقاليد المشاركين ولغاتهم الأم.
و يهدف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وشركاؤه من خلال الاحتفال بهذا اليوم، حسب اللجنة المنظمة، إلى إبراز التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب، وكذا تشجيع الحوار بين الثقافات والمساهمة في بلورة مواطنة عالمية.
وفي تصريح لتلكسبريس حول أهمية هذا الاحتفال، قال عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية أحمد بوكوس، إن "المعهد يعتبر هذا اليوم يوما احتفاليا ولكن كذلك يوما دراسيا نعقد فيه جلسات فكرية حول موضوع اللغة الام، اللغة الاولى للطفل، لغة المحيط العائلي وكذلك المحيط المجتمعي، كما يعتبر كافة الاخصائيين في مجال اللسانيات والتربية ان اللغة الام تقوم بأدوار اساسية، تساهم كلها في هيكلة شخصية الطفل وبالتالي فهي التي تشكل اداة التواصل في المجتمع في العائلة مع الاقرباء ولكنها كذلك لغة تلعب دورا اساسيا في العلائق المجتمعية والثقافية.."
وبالنظر إلى أهمية اللغة الأم في تشكيل شخصية الطفل باعتبارها أداة للتواصل داخل الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة ووعيا منه بأهمية هذه المناسبة، يقولعميد المعهد أحمد بوكوس في ذات التصريح، فإن المعهد بمعية مؤسسات من ضمنها اليونيسكو وبعض السفارات صمنها سفارة البنغلاديس وسفارة اندونيسيا وفلسطين، وضع برنامجا غنيا ومتنوعا يتضمن، على الخصوص، تنظيم جلسات فكرية وأنشطة ثقافية وفنية ومعارض مختلفة تروم إبراز أهمية اللغة الأم ودورها في نقل المعارف بين الأجيال..
من جانبه اكد امحمد صلو، رئيس قسم التواصل بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ان المعهد الملكي دأب على الاحتفال بهذا اليوم كل سنة من خلال استدعاء مجموعة من ممثلي العديد من الامم والشعوب وذلك للتعبير بلغاتهم الام عن طريق الشعر او الرقص او الحكاية او المسرح...
وأضاف صلو، في تصريح خاص لتلكسبريس، ان هذا التقليد "يعتبر تحسيسا للحفاظ على اللغة الام لما لها من أهمية، ونحن نعرف ان هناك العديد من اللغات المهددة بالانقراض حول العالم، ومن بين هذه اللغات هناك اللغة الامازيغية وبالخصوص في بعض المناطق النائية"، وهذا الاحتفال باليوم العالمي للغة الام ، يقول صلو "هو مبعث فرحة وابتهاج لأن هذه اللغات الام لاتزال حية ونتمنى ان تستمر وتعيش في ذاكرة الناس ويصبح لها وضع جد متقدم سواء في الاعلام او التعليم او في الحياة العامة، ليس فقط بالنسبة للامازيغية ولكن بالنسبة لجميع اللغات الام في العالم.."
وخلال هذه التظاهرة تمت تلاوة رسالة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للغة الأم، والتي أكدت فيها على الأهمية التي يكتسيها الاحتفال بهذا اليوم، وضرورة النهوض بالمناهج التعليمية والتربوية من أجل ضمان مشاركة فعالة للأفراد في حياة مجتمعاتهم وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة المنشودة ببلدانهم.
يشار إلى ان دول العالم تحتفل سنويا، ومنذ شهر فبراير 2000، باليوم العالمي للغة الأم، الذي أعلنته منظمة اليونسكو في مؤتمرها العام لسنة 1999 وذلك لتعزيز التنوع الثقافي والتعدد اللغوي..