دعا عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس إلى توسيع الوظائف الاجتماعية والمعرفية للغة الأمازيغية٬ لا سيما في ظل ترسيمها بمقتضى الدستور الجديد. وقال السيد بوكوس٬ خلال ندوة علمية نظمت اليوم الثلاثاء بالرباط احتفاء باليوم العالمي للغة الأم٬ ان اللغة الأم تضطلع بدور حاسم في تشكيل الشخصية الأساسية للطفل والتنمية الاجتماعية للمواطن٬ مشيرا إلى إن إدراج الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين ساهم في توسيع وظائفها ومجالات استعمالها بوصفها "لغة للتدريس".
وأوضح خلال هذه الندوة التي نظمت تحت شعار "ترسيم اللغة الأمازيغية دعم للوحدة في التنوع بالمغرب"٬ أن المعهد يعتزم تعميق الدراسة٬ بالشراكة مع الباحثين في هذا المجال٬ بشأن توسيع وظائف الأمازيغية ٬ لتشمل مجالات شتى٬ وذلك علاوة على وظائفها التقليدية بوصفها "أداة للتواصل اليومي".
ومن جهتها٬ أشارت الكاتبة العامة للجنة الوطنية لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة٬ السيدة ثريا ماجدولين٬ إلى أن وظيفة اللغة تتجاوز التواصل المحض لتنفتح على "الذاكرة الحضارية التي تؤرخ لوجود الإنسان على مر العصور وتسجل تطوره التاريخي وتحافظ على تراثه الإنساني".
ودعت٬ في هذا الصدد٬ إلى تضافر الجهود والتفكير الجماعي المشترك في سبيل صون الهوية المغربية متعددة المكونات٬ ولا سيما في ظل ترسيم الأمازيغية الذي يعكس "المكانة التي تحتلها اللغة الأم في أذهان صانعي القرار السياسي بالمغرب".
وأكدت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا٬ في رسالتها السنوية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف ال21 من كل سنة٬ أن ثمة وعيا متزايدا بأن اللغات تضطلع بدور أساسي في التنمية و ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات و تعزيز التعاون وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي وتوفير التعليم الجيد للجميع.
وأضافت في كلمتها التي تلا مقاطع منها السيد فليب إيكو٬ ممثل المنظمة بالمغرب٬ أن موضوع الاحتفال لهذه السنة مكرس للتعليم الجامع من خلال تعدد اللغات٬ مؤكدة أن التعليم باللغات التي يفهمها الأطفال والتعليم باللغة الأم واللغات المتعددة هو المفتاح للحد من التمييز وتعزيز الاندماج وتحسين نتائج التعليم للجميع.
وتطرح هذه الندوة العلمية للنقاش مواضيع مرتبطة بدور اللغة الأم في بناء شخصية المتعلم وآفاق التكوين الجامعي في اللغة الأمازيغية وتحديات ومكتسبات تدريس اللغة الأمازيغية٬ على أن تختتم فعالياتها بمقاطع موسيقية أمازيغية وقراأت شعرية للشاعر عبد السلام بومصر.
يذكر أن تقارير اليونسكو تشير إلى أن نصف اللغات المهددة بالانقراض٬ التي يصل مجموعها إلى ما يقارب 6 آلاف لغة في العالم٬ قد تنقرض نهائيا متم القرن الجاري٬ فضلا عن أن 96 بالمئة من هذه اللغات لا تستخدم سوى من قبل 4 بالمئة من سكان العالم.