شكل اجتماع وزراء خارجية بلدان المغرب العربي ومستقبل الاتحاد المغاربي٬ ومحاربة الفساد٬ علاوة على الحركات الاحتجاجية بالمغرب٬ أبرز اهتمامات افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين. فتحت عنوان "الاندماج المغاربي قضية مجتمعية "٬لاحظت جريدة (التجديد)في افتتاحيتها٬ أن المناخ العام الذي طبع أشغال اجتماع مجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في دورته الثلاثين "يؤشر على وجود منعطف أساسي في المنطقة المغاربية" .
وأكدت الجريدة أن "مواقف دول الاتحاد تحدث تقريبا بنفس اللغة ٬ سواء على مستوى تشخيص ما آلت إليه العلاقات البينية بين دول الاتحاد والعطالة التي مست مؤسساته أو على مستوى الوعي بالشروط والتحولات السياسية التي تعيشها المنطقة٬أو على مستوى تحديد التحديات المشتركة التي تواجه دول المنطقة المغاربية ٬والتي تحتم تجاوز كل العراقيل التي أعاقت العمل المغاربي المشترك ٬واستثمار كل الامكانات التي تتوفر عليها لتحقيق اندماج مغاربي قوي في مختلف القطاعات".
واعتبرت الجريدة أنه" إذا كانت الحكومات الحالية قد نجحت في أن تجعل من التحولات السياسية الجارية في المنطقة لحظة تفكير في إعادة الدور الحيوي لاتحاد المغرب العربي ٬ فإن مسؤولية المجتمع ومكوناته الحية٬ أحزابا وهيئات المجتمع المدني٬ يجب أن لا تكون مجرد صدى للتفاعلات التي تحدثها مواقف الحكومات ٬وإنما تتطلب المرحلة من النسيج المجتمعي بكل تشكيلاته أن يرفع استحقاق الهم المغاربي عبر تفعيل كل أدوات التشبيك و التنسيق٬ وذلك لتعزيز مكتسبات هذه اللحظة الحاسمة والرفع من وسائل التعاون والتكامل وتحصين الثقافة المجتمعية من عوامل التجزئة ومنع أي نكوص و ارتداد لماضي الخلافات التي أعاقت مسيرة الاندماج المغاربي.
وفي نفس السياق٬ كتبت جريدة (الأحداث المغربية) في افتتاحيتها تحت عنوان" واقعية..وأمل أيضا " أن الأهم في اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي الذي احتضنته الرباط أول أمس السبت "هو تمكنه من إزالة الحاجز النفسي وتذويب جبال الجليد التي تصلبت طوال سنوات وجعلت مثل هذا اللقاء من باب المتمنيات".
وسجلت الصحيفة أن هذا الإجتماع شكل "فرصة للتعارف وجس النبض بين مسؤولين جدد وأنظمة جديدة في محيط جيوسياسي جديد" ٬مشيرة إلى أن وجود " اتفاق على بناء مغاربي جديد وفي الوقت نفسه تبدو مداخله محددة في تقوية العلاقات الثنائية وتكثيف الزيارات في مجالات المال والأعمال والثقافة والبحث العلمي بل وحتى الفلاحة والطاقة".
ولاحظ صاحب الإفتتاحية أنه " في ظل الربيع العربي تحققت متغيرات كثيرة في المنطقة المغاربية خاصة في تونس وليبيا ٬ بينما تعيش العلاقات المغربية الجزائرية على وقع دفن غير مسبوق "٬ مؤكدة أنه " بالحماسة السياسية الشعبية الملموسة اليوم لدى البلدان المغاربية الخمسة٬ يمكن القول بأن تجديد الحلم المغاربي أمر ممكن فقط إذا ما أعطينا الوقت للوقت وتسلحنا بالكثير من الأمل والقدرة عليه".
وتحت عنوان: " المغرب العربي بين الأسطورة والواقع"٬ كتبت جريدة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) في افتتاحيتها٬ أن تصريحات الرئيس المنصف المرزوقي خلال زيارته إلى الرباط٬ والجزائر ونواكشوط ٬ بعثت الأمل من جديد ٬ من خلال تأكيده على أن عام 2012 سيكون سنة المغرب العربي ٬ مشددا على انه لن يدخر جهدا في تحقيق هذا الخيار الذي لا محيد عنه.
إلا أن صاحب الافتتاحية عبر عن أسفه قائلا انه " من خلال معاينة الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة عن قرب ٬ تطفو على السطح جملة أسئلة منها ٬ انه إذا كان المغرب بشكل عفوي متمسكا بالصرح المغاربي ويعتبره خيارا استراتيجيا ٬ وإذا كان لا يظهر أي أدنى تردد٬ سواء من حيث المبدأ أو بحكم الأمر الواقع٬ لماذا الحكومة الجزائرية لا تزال تعارض ذلك¿ ".
وسجل أن اجتماع الرباط٬ لوزراء خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي قد أدرج ضمن جدول أعماله٬ على ما يبدو٬ جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك٬باستثناء الأهم ٬والمتمثل في ملف إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر ٬الذي يجسد التطبيع ٬ مشيرا إلى أن "الوفد الجزائري ٬ الوفي لاستراتيجيته٬ لم يل اهتماما خاصا لهذا الملف".