بعدما اختفى شاب يعشق المغرب التطواني لأسابيع، ولم يعرف له أصدقاؤه أي وجهة، هاهو يظهر وبيده رشاش، فالشاب الذي اعتاده زملائه معهم على مدرجات ملعب سانية الرمل، وفي اجتماعات لفصيل المشجعين "ماطادوريس"، اختفى عن أنظارهم وقطع الاتصال بهم منذ شهر، قبل أن يظهر في صفوف داعش. اعتقد البعض أنه سافر بمناسبة العطلة الشتوية، فيما بقي آخرون متوجسون من سبب اختفائه المفاجئ، قبل أن يطلع على الجميع بصورته يحمل رشاشا، ويقول أنه يتواجد بأحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
الشاب المعروف كواحد من أهم عناصر فصيل "ماطادوريس"، إبن حي الباريو مالقا معروف بشجاعته وبسالته، كما لم يلفت الإنتباه إليه في أي وقت من الأوقات، بأن يشتبه في كونه متشددا أو على وشك السفر لأي جهة.
لعل آخر ما كان يعتقده بعض رفاقه أن يتوجه لسوريا، فالشاب كان عاشقا لفريق المغرب التطواني، شارك في رحلات مختلفة لتشجيعه، كباقي زملائه "بالبوفانضا والطمبور" كما يقول المنتمون لهذا الفصيل المتميز.
غياب "م.غ" عن منزل الأسرة كان قد خلق شكوكا وارتيابا، خاصة وأنه كان كثير التنقلات مع فريقه، إلا أن لا أحد اعتقد أن الأمر سينتهي بأن يجدوا صورته حاملا رشاشا بين يديه، ويفتخر بكونه وصل فعلا لسوريا، وأكد تواجده بأحد معسكرات التدريب، مقدما إسمه الحركي الجديد الذي أعطاه له أمير الجماعة التي ينتمي لها، حيث سيصبح إسمه حاليا هو "ابو أويس المغربي"، وهي اسماء حركية يطلقها أمراء الدبح والقتل على عناصر كتائبهم.
تعليقات مجموعة من زملائه ومعارفه على صفحات مختلفة بالمواقع الإجتماعية، أكدت الصدمة القوية التي تلقاها هؤلاء، ومن العبارات التي كتبت أن فصيل "مطادوريس" لا علاقة له بالموضوع، وأنه فصيل لتشجيع الفريق التطواني لا غير.
واستبعد بعض مسؤولي الألتراس أي توجهات متشددة من داخل مجموعتهم، وأن كل تصرف يلزم صاحبه وليس المجموعة ككل. في ردهم على بعض الإنتقادات التي وجهت لهم بزرع نوع من التشدد والتطرف من داخل صفوفهم، وهو ما تترجمه بعض الشعارات، امر نفاه كليا عناصر الألتراس الكروي.
بعض من زملائه طالبوه بالعودة سريعا، واعتبروا ما قام به غير مقبول وأنه يضر به وبمجموعته وكذلك على أسرته. الشاب الذي بدا مفتخرا ببندقيته كانت اجوبته تسير في منحى آخر، بل أصبح يدعو زملائه للإلتحاق به وأن يكونوا كثر وبأعداد متزايدة.
مستعملا أساليب الترغيب الغريبة في محاولة للتأثير على بعض زملائه من خلال تلك النقاشات الفايسبوكية.
فيما عبر الكثيرون عن صدمتهم الحقيقية، وتخوفاتهم من أن يكون هناك ملتحقون جدد به، خاصة من داخل تلك الفصائل المشجعة نتيجة الحماس الكبير الذي يكتسبه البعض من داخلها.