إذا كانت المواسم الفلاحية الثلاث الأخيرة قد تميزت بمردود ممتاز ساهم في إضفاء توازنات مهمة على مالية البلاد ومكنت من تجميع مخزونات مائية مهمة، فإن الحال متغير جدا هذه السنة. فقد تسببت موجة الصقيع التي أصابت المغرب خلال الأسابيع الماضية في إلحاق الضرر بالزراعات المبكرة ببعض جهات المملكة، منها جهتي الغرب و اللوكوس و بدرجة أقل، جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، ثم مناطق سوس وأخيرا الجهة الشرقية.
وفي هذا الصدد، كشفت وزارة الفلاحة عن إحصائياتها بهذا الخصوص، حيث أشارت إلى تضرر النباتات السّكرية و البطاطس المعروفتين بهشاشتهما بأكثر من 14.000 هكتار من قصب السكر وحوالي 6.000 هكتار من البطاطس.
الفلاحة ضاعت وما بقا فيها ما يتشاف كلشي كحال من كثرة الجريحة أفاد أحد الفلاحين بإقليم بركان، وهو ينظر ناحية ضيعته المزروعة بمنتوج الفول ثم استطرد قائلا: "ضياع كبير هذا خلانا واقفين في نصف الطريق.” ليلة الإثنين الثلاثاء 13 و 14 فبراير 2012 الجاري، لم تكن كباقي الليالي بالنسبة للفلاحين حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 7،5 تحت الصفر وفتحت الأبواب واسعة أمام صقيع من نون خاص حول المنطقة إلى كارثة حيث كانت الأضرار عامة وشاملة.
لم تعرفها البلاد حسب نفس الفلاح منذ عقود بإقليم بركان على مستوى الشويحية . مداغ . لعثامنة . تزاياست . بوغريبة الركادة . أحفير . السليمانية وعين الشباك في منطقة الغرب أدت موجة “الثليجة” إلى إتلاف ضيعات الغرب وكبدت المزارعين خسائر جسيمة وكبدت المستثمرين في القطاع الفلاحي خسائر مادية جسيمة. الفلاحين المتضررين يعولون كثيرا على حكومة عبد الإله بنكيران للتدخل من أجل التخفيف من حدة الخسارة، ومساعدتهم من الآن في التحضير للموسم الفلاحي المقبل.
فلاحات سوس لم تسلم بدورها من موجة البرد، فسواء تعلق الأمر بالزراعات التي يعرف توقيت زرعها مع حلول موجة البرد القارس، كما هو الحال لزراعة البطاطس، أو تلك المزروعة خارج البيوت البلاستيكية التي توقف نموها تحت تأثير البرد الشديد وخاصة الخضراوات مثل القرع الأخضر(الكورجيت)، والبطاطس والجلبان والفلفل و الفاصولياء إلى جانب الحبوب على الرغم من أن مناطق سوس لا تتميز بزراعتها مقارنة مع مناطق أخرى بالبلاد.