مارتيل، أسفي، بني ملال وقبل يومين خريبكة، كل هذه المدن شهدت مؤخرا حالات وفيات ناتجة عن موجة الصقيع التي تضرب المملكة، حالات همت على الخصوص المشردين الذي يبيتون في العراء، دون الحديث عن معاناة سكان الجبال المحاصرين بالثلوج. غير أن عدد ضحايا الصقيع من بني البشر يبقى قليلا مقارنة مع الخسائر التي يستعد الفلاحون لإحصائها، فموجة الصقيع أتلفت العديد من الزراعات بمناطق مختلفة من المغرب، حيث أتلف الصقيع البطاطس والموز والتوت والأفوكا بمنطقة الغرب، مما تسبّب للفلاحين في خسائر مهمة بما أن الصقيع أتى على مزروعات ضيعات بالكامل، خصوصا البطاطس التي تشغل هكتارات مهمة بجهة الغرب، حسب ما أوردته يومية”الصباح”. وفي جهة عبدة دكالة، تأثرت آلاف الهكتارات بموجة الصقيع الذي حدّ من النمو الطبعي للحبوب، بالإضافة إلى الشمندر الذي تعرض لأضرار بالغة بعد احتراق أوراقه بالبرد الشديد، كما امتد الضرر ليصل إلى الحيوانات بعد أن تضررت “الفصة” بالجريحة. الليمون بدوره لم ينج من هذه الموجة، حيث سُجل بمدينة بركان تلف المنتوج المنتظر في شهر مارس، كما أن نفس المنطقة عرفت كذلك تضرر زراعة البطاطس بالبرد الشديد. وفي تصريح ليومية”أخبار اليوم” أكّد احمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن موجة الصقيع وانخفاض الحرارة سيؤثران حتما على المزروعات، مما سيتسبب للمزارعين الصغار في خسائر فادحة، مشيرا إلى أن المغرب لم يعش في ظل هذه الظروف المناخية منذ سنوات الستينيات من القرن الماضي، مشيرا في الوقت نفسه أن “الجريحة” قضت على آمال 70 بالمائة من مزارعي حوض اللوكوس بإقليم العرائش، الذين كانوا يتوقعون سنة فلاحية جيدة.