استقال هاكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركية المقرب من الرئيس رجب طيب اردوغان من منصبه للترشح الى الانتخابات التشريعية في يونيو, بحسب ما ذكرت وكالة انباء الاناضول السبت. وقدم فيدان استقالته مساء الجمعة لرئيس الوزراء احمد داود اوغلو الذي قبلها, كما نقلت وكالة الاناضول عن مصادر قريبة من رئيس الحكومة.
ووفقا للقانون التركي, فان امام الموظفين في القطاع العام مهلة حتى العاشر من فبراير للاستقالة من مناصبهم اذا ارادوا الترشح الى الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من يونيو.
واكدت صحف تركية في الايام الماضية ان فيدان القريب من اردوغان قد يصبح وزير الخارجية المقبل في الحكومة الاسلامية المحافظة الحالية التي تحكم تركيا منذ 2002.
وفيدان المولود في العام 1968 مدير الوكالة الوطنية للاستخبارات منذ 2010. وهو مقرب من اردوغان ومؤيد لسياسة انقرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وبعد انتخاب اردوغان رئيسا في غشت تم التداول باسم فيدان لتولي رئاسة الوزراء.
وجاءت استقالة فيدان بعد ان عقد اجتماعات مغلقة استمرت عدة ساعات مع اردوغان وداود اوغلو في انقرة الاسبوع الماضي.
وحتى يحين موعد الانتخابات سيعمل فيدان مستشارا لداود اوغلو, بحسب موقع صحيفة راديكال على الانترنت.
وصرح مارك بيريني المفكر الزائر في مركز كارنيغي لفرانس برس ان فيدان يمكن ان يعزز علاقاته مع الرئيس, واضاف "في حال انتخاب هاكان فيدان فانه سيكون من بين اهم الاسماء في الحزب الحاكم في البرلمان الجديد, وسيكون واحدا من المقربين جدا من السلطة".
والاسبوع الماضي كال داود اوغلو المديح لفيدان في مقابلة تلفزيونية ووصفه بانه "شجاع وجريء ولا يتراجع اذا قام بخطوة".
وقليلا ما يظهر فيدان علنا كما انه نادرا ما يدلي بتصريحات, وقد اصبح واحدا من اكثر الرجال نفوذا في تركيا في ظل اردوغان.
وبوصفه رئيسا لجهاز الاستخبارات, فقد قاد فيدان مباحثات السلام مع حزب العمال الكردستاني لانهاء التمرد المستمر منذ عقود.
كما لعب دورا مهما في الافراج في شتنبر الماضي عن 50 من الدبلوماسيين والموظفين الاتراك خطفهم تنظيم الدولة الاسلامية في القنصلية التركية في الموصل في العراق.
وتردد انه تم الافراج عنهم مقابل الافراج عن جهاديين, الا انه لم تتكشف اية تفاصيل بسبب التعتيم الاعلامي الذي يشتهر فيدان بفرضه.
ولن يتمكن قادة من حزب العدالة والتنمية من الترشح في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو بسبب قانون داخلي للحزب يمنعهم من تولي اكثر من ثلاث ولايات متعاقبة.
وبين المرشحين الذين وردت اسماؤهم للترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة فيدان والرئيس الحالي لشركة الخطوط الجوية التركية (تركيش ايرلاينز) حمدي توبشو او احدى بنات اردوغان سمية.
وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة في تاريخ السياسة في تركيا المعاصرة حيث يسعى اردوغان الى الحصول على اغلبية ساحقة لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ساهم في تاسيسه.
وسيسمح ذلك للحزب بان يعدل الدستور بما يمنح اردوغان الذي اصبح رئيسا في غشت بعد اكثر من عشر سنوات من تولي رئاسة الوزراء, صلاحيات جديدة واسعة في منصبه الجديد.
وتحت قيادة فيدان اصبح جهاز الاستخبارات التركي واحدا من اكثر المؤسسات نفوذا في البلاد.
وفي مؤشر على الاعتراض على تلك الخطوة شكك نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج في ضرورة مغادرة فيدان لجهاز الاستخبارات وقال انه يؤدي عمله ك"سوبرمان".
وصرح لتلفزيون سي ان ان-ترك بحسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول "شخصيا اعتقد ان رؤية شخص اوكلت اليه مهمة السوبرمان يدخل البرلمان ليصبح عضوا فيه ليس سوى خسارة".
وفي حال تولى فيدان وزارة الخارجية فمن المرجح ان يكتسب هذا المنصب اهمية اكبر منه حاليا مع وزير الخارجية الحالي مولود شاوش وهو ما يمكن ان يزعج الغرب في هذا الوقت الذي تشهد علاقته توترا مع انقرة.
الا ان بيريني حذر من انه "من المبكر القول ما اذا كان وجوده المحتمل في الحكومة المستقبلية سيكون له تاثير كبير على سياسة تركيا الخارجية".