اعتبر خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية الإسباني، أن التعاون المغربي الإسباني في ميدان الأمن الاستراتيجي وثيق بصفة كبيرة، ولم يجد دياز، الذي كان ضيفا على محطة الإذاعة الإسبانية أوندا سيرو، كلمة للتعبير عن التعبير عن التعاون الأمني بين الرباط ومدريد أقوى من "غير عادي" و"رائع". وحول التوقيع على قانون مكافحة الإرهاب، من طرف ماريانو راخوي وبيدرو سانشيز، رئيس الحكومة وزعيم الحزب الاشتراكي، قال دياز إن القانون يهم المشكل الجهادي، ويمنح الأدوات اللازمة لرجال الأمن والقضاة حتى يتمكنوا من مواجهة الإرهاب.
وأضاف دياز "إن الاستراتيجية الأمنية للمغرب هي نفسها استراتيجية إسبانيا"، وذلك في معرض جوابه عن سؤال حول العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية الإسبانية وجيرانها، موضحا أن المغرب يعتبر حالة رائعة في التعاون مكررا هذه العبارة مرتين، وبخطاب قوي لأول مرة يصدر عن مسؤول إسباني.
وقال دياز "بجد نحن محظوظون بوجود هذا المستوى من التعاون الثنائي غير العادي"، مذكرا بوجود مجموعة الأربعة، إسبانيا والمغرب وفرنسا والبرتغال، التي تتناول ملفات الأمن والهجرة.
ونفى الوزير أن يكون تعديل وتفعيل اتفاقيات التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، تأثير على العلاقات بين إسبانيا والمغرب.
فالتعاون بين المغرب وإسبانيا في مجالات أمنية متعددة، كالإرهاب والهجرة، ضرورة تاريخية وليس علاقة تقليدية، لأن التحديات التي تمر منها المنطقة تحتاج إلى تكثيف التعاون بين دول العالم.
وقال وزير الداخلية الإسباني في وقت سابق "علينا أن نتعاون ليس فقط لأننا جيران، ولكن أيضا لأننا أصدقاء وشركاء وحلفاء".
وكان وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديز دياز، أبرز التعاون الممتاز بين بلاده والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتهريب المخدرات، وكذا التعاون في مجال الشرطة.
ووصف الوزير الإسباني التعاون مع المغرب في هذه المجالات بالممتاز، مشيرا إلى أن غالبية عمليات مكافحة الإرهاب جرت بتعاون مع المصالح الأمنية المغربية.
وبفضل هذا التعاون، تم تفكيك أربع خلايا إرهابية لتجنيد واستقطاب وتسهيل التحاق نساء بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق سنة 2014.
فالتعاون القائم بين مصالح الشرطة الإسبانية والمغربية أمر أساسي من أجل التصدي، وبشكل فعال، للإرهاب.
فدور المغرب في محاربة الإرهاب لم يعد يخفى على أحد، ولكن أصبح محط أنظار العالم، واي بلد يركب رأسه ويعلق التعاون الأمني مع المغرب سيقع له ما وقع لفرنسا، التي حرمت نفسها من معلومات مهمة تقدمها المخابرات المغربية لنظيراتها في العالم، في سياق التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يتهدد كل دول العالم.
ولعل إسبانيا من بين الدول التي فهمت الرسالة جيدا، وركزت، على اختلاف الظروف، تعاونها الأمني مع المغرب الذي لا غنى عنه، بحكم أنه يتوفر على قاعدة بيانات هائلة تهم الإرهابيين وتتبع مساراتهم المختلفة. ولهذا وشحت عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني بأرفع وسام في إسبانيا.