مهزلة إفريقية بجميع المقاييس الإنسانية والسياسية.... موغابي" رئيس زمبابوي المطعون في شرعيته والعجوز الخرف الذي عمر في السلطة ضدا على إرادة شعبه، وما زالت يديه تنضح بدم الأبرياء الذين قام بتصفيتهم من المعارضة- لا لشيء سوى لأنهم أرادوا انتقالا ديمقراطيا لبلدهم- ليخلد على كرسي السطة بأي ثمن... يريد أن يقدم درسا نشازا في "الحقوق الإنسانية" للمغرب، تلك والله هي عاهة بعض الدول الإفريقية التي ما إن تملأ جيوب رؤسائها بالمال حتى تردد خطابات على المنصات حررها ذوو نعمتهم في مطابخ السياسة النتنة الجزائرية... ها هو رئيس زمبابوي المطعون في شرعيته كرئيس، والذي اتخذ زوجتين رغم أنه كاثوليكي والمتهم دوليا "بجرائم"جماعية، يصير رئيسا للاتحاد الإفريقي ويطلع المنصة الإفريقية المشروخة أصلا ليدافع بلا حياء عن كيان وهمي...
للأسف ندرك ومعنا العقلاء أن اللسان لسانه، والخطاب حرر في دهاليز المخابرات الجزائرية، ولأن النظام الجزائري مصر على تجويع شعبه بهذر ثروته في قضايا مفتعلة بالرشاوى وشراء الذمم، عاد من جديد ليستثمر في مشاتل "الكراهية" ضد المغرب وضد وحدته الترابية، لكن مرة أخرى يراهن النظام الجزائر على "حصان خاسر عاثر عجوز"، وعلى "الأراق الحروقة"، ويبدو أن الصف الإفريقي الذي تقوده الجزائر والمعادي للوحدة الترابية المغربية، تناسى التاريخ الدموي لروبرت موغابي رئيس زمبابوي التسعيني المتصابي الذي سقط في حضن عشرينية لم تكن غير كاتبته، وقدم له رئاسة الاتحاد الإفريقي ثمنا لهجومه على المغرب في القمة الأخيرة، شريطة أن يتحول طبالا في الجوقة الإفريقية الجد الضيقة والتي تصوغ لها الجزائر ألحانها الشاذة، بلا طعم ولا ذوق ولا انسجام.
وقمة الاستغراب، والتي يتقاسمها حكماء إفريقيا مع المغرب، هو سلوك الجزائر وإصرارها على ترميم بكارة الجلادين والمستبدين والقتلة والجزارين الأفارقة بالمال الجزائري مقابل مواقف حربائية شاذة... فهل أصاب "العطب" ذاكرة الصف الإفريقي الذيلي للجزائر لدرجة أنه تناسى جرائم هذا الرئيس المعمر وفضائحه والذي لا يحظى حتى باحترام الشعب الزيمبابوي، نتيجة اتخاذه زوجة ثانية ضدا على التعاليم الكاثوليكية ناكرا الجميل لزوجته التي توفيت بعد زواجه غير الشرعي من الحسناء بسنتين ؟ شيئان لا يصمد أمامهما الرئيس الزيمبابوي... النساء الجميلات... ورنين النقود الجزائرية؟
فهل نسي أم تناسى خصوم الوحدة الترابية للمغرب أن موغابي زور الانتخابات ليصير رئيسا حتى الموت...وقاد حملات القتل ضد معارضيه من "حركة التغيير الديمقراطي" عقب تأثر شعبية حزبه "زانو" نتيجة الأزمة الاقتصادية ؟
وهل نقلب الصفحة ببساطة ونسمح له بإلقاء محاضرة "مزيفة " وهو الذي زور انتخابات مارس 2002، وشهد العالم ومعه إفريقيا أن تلك الانتخابات عرفت تزويرا وعنفا دمويا غير مسبوقين؟ هل ننسى أن المنتظم الدولي شهد بتلاعب حزبه "زانو" بالانتخابات ليمهد الطريق أمامه لحكم مطلق حتى الموت؟
الم يقم حسب التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان بتشديد قبضته على السلطة، عبر إدخال تعديلات على مؤسسات الدولة، وتزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2000 وانتخابات الرئاسة عام 2003؟
هل نسي"روبرت موغابي" وهو يلتقط أنفاسه المتقطعة من فوق منصة الاتحاد الإفريقي يوم قاطعت الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي مراسم تنصيبه كرئيس زيمبابوي في اعقاب فوزه المختلف عليه في الانتخابات الرئاسية؟ ألم تحمله بريطانيا مسؤولية أعمال العنف الدموي الذي تعرض له زعماء المعارضة في بلاده؟
فهل يحق لهذا المتصابي إذن أخلاقيا وسياسيا أن يمثل إفريقيا؟ وهل يحق لمن تلوثت يديه بدماء بني جلدته أن يعطي مواعظ في الحقوق والديمقراطية؟
نعم....للمال سحر يغير المواقف والألسنة، فهنيئا للنظام الجزائري بهذا الرئيس الخرف المتصابي "كاري حنكو"، ويكفينا أن النظام الجزائري أصبح غرفة إنعاش للاستبداد..