اقتحم نشطاء جزائريون رافضون لاستغلال الغاز الصخري موقعاً للتنقيب بالقرب من مدينة عين صالح، أقصى جنوبي الجزائر، وذلك من أجل إجبار السلطات على وقف المشروع في ظرف 24 ساعة، ونشر النشطاء صوراً تظهر "حجم الكارثة البيئية التي خلفتها عمليات الحفر المتواصلة منذ أسابيع". وذكر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم أجبروا المهندسين المشرفين على الحفر على إيقاف العمليات، من خلال إطفاء مولدات الكهرباء الموجودة بالمكان.
وقامت قوات الدرك الوطني، إثر ذلك، بالانتقال إلى المكان لحماية الموقع، لكن دون أن تحدث مواجهات بين الجانبين.
وقف التنقيب
وأعطى النشطاء مهلة 24 ساعة للحكومة الجزائرية من أجل إيقاف المشروع، وإلا فإنهم سيلجأون إلى التصعيد، وتتردد أخبار عن قرار نهائي ستتخذه وزارة الطاقة الجزائرية بوقف التنقيب في البئر المحاصر.
وبث النشطاء صوراً تظهر حفراً عملاقة مليئة بمياه ملوثة تؤكد مخاوفهم من تلويث هذا المشروع للبيئة في المنطقة، وتنفي تصريحات الحكومة عن اتخاذها كافة الاحتياطات لحماية المحيط.
كما أظهرت الصور مواد كيمياوية يتم استعمالها في عمليات التنقيب عن الغاز الصخري، من أجل تفتيت الصخور واستخراج الغاز منها عبر تقنية الكسر الهيدروليكي، وهي العملية التي يخشى الخبراء تلويثها للمياه الجوفية إذا ما تسرّبت إلى الأعماق.
إفساد سلمية الاحتجاجات
وفي السياق ذاته، أظهر الناشطون الرافضون لاستغلال الغاز الصخري في عين صالح، صوراً قالوا إنها لمتسلل يخطط لإفساد سلمية الاحتجاج. وربط المحتجون في ساحة الصمود بالمدينة هذا الشخص إلى عمود كهرباء قبل تسليمه لمصالح الأمن.
وتدخل الاحتجاجات على الغاز الصخري أسبوعها السادس في مناطق مختلفة من الجنوب الجزائري، في انتظار قرار نهائي يصدره الرئيس بوتفليقة بوقف التنقيب عن الغاز الصخري.
وكان الرئيس بوتفليقة ووزيره الأول عبدالمالك سلال أكدا أن استغلال الغاز الصخري ليس وارداً في أجندة الحكومة في الفترة الحالية، وأن عمليات التنقيب الجارية هدفها دراسة احتياطات الجزائر، إلا أن ذلك لم يشفع في وقف الاحتجاجات.
أظهرت الصور مواد كيمياوية يتم استعمالها في عمليات التنقيب عن الغاز الصخري
جزائريون غاضبون يلقون القبض على متسلل يخطط لإفساد سلمية الاحتجاج