الأحلام إحدى الظواهر النفسية المهمة، التي تحدث أثناء النوم. والحلم عبارة عن صورة عقلية متسلسلة، يدركها النائم. ويرى خبراء علم النفس أن الحلم، يحقق إشباعاً رمزياً للرغبات. ومن ثم، فهو طريق إلى التفريغ، يؤدي دوراً في التوازن النفسي. وللحلم محتوى ظاهر، من الأفكار والخيالات والأحداث، كما يذكره الشخص الحالم، كما له محتوى كامن، يتكون من الرغبات المكبوتة، التي يتم التعبير عنها بطريقة غير مباشرة في المحتوى الظاهر. ومن المؤكد أن الإنسان في مسيرة حياته طويلة كانت أو قصيرة يحلم كل ليلة دون استثناء. ولكن معظم هذه الأحلام، تنسى بمجرد الاستيقاظ من النوم. ما المعنى الحقيقي و العميق للحلم ؟ هل الحلم ترف ذهني أم ضرورة حياة ؟ هل تحلم مكتوم الأنفاس بين أسوار الخجل أو بالصوت المرتفع و التخطيط والانجاز والعمل؟ ما هو حلمك ؟
من منكم يهتف بأعلى صوته : حلمي أن يصير المغرب بلدا متقدما، ترتفع فيه نسبة التعليم، و يقل فيه الجهل، و تكثر فيه معدلات الشباب المتفائلين المقبلين على الحياة، ويصبح مواطنوه نموذجا في الأخلاق والتحضر والإخلاص في المعاملات؟
من منكم يفكر : أنا حلمي العطاء و فيه أقصى لذتي، و هدفي الأسمى بناء الوطن؟
من منكم يشمر عن ساعديه وينخرط جسما وقلبا وعقلا وروحا في العمل التطوعي، ونيته أن يجعل أهل هذا الحي الفقير يتعلمون ويتنورون ويأكلون ويشربون وينتجون ويحيون بشكل أفضل؟
من منكم يا مغاربة العالم، أيها المهاجرون المقيمون في أمريكا وأوروبا وآسيا، من منكم يعود إلى مشرق الأنوار ويسخر خبرته في التعليم والتطبيب ومساعدة المحتاجين وتوجيه وتأطير الباحثين عن العمل ؟
من منكم يا أبناء بلدي ويا إخواني في الوطن يقرر : سأدلي بدلوي وأساهم في مسيرة التنمية، وسأدفع بوطني إلى الأمام، ولو شبرا أو شبرين، فذاك أحسن من لا شيء ؟
من منكم يساهم في توعية المجتمع بأساليب التواصل الوجاهي وعلى الشبكات ؟
أنا سأبني بالإعلام، وأنا بالجمعيات، وأنا بالاختراع، وأنا بالكتابة، وأنا بالموسيقى، وأنا بإتقان مهنتي كدليل سياحي أو فلاح أو بائع فواكه. هذه ملايين الأصوات لملايين المغاربة، ونحن نحلم بسماعها تدوي في السماء وتصلح وجه الأرض.
من منكم يقول :
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ قريب سوف ينهض مغربنا ويحيي المعنى الحقيقي لمساواة الجميع أمام القانون.
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ قريب، في مدن المغرب كلها، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، سوف يجتاز أبناءُ الفقراء والأغنياء مباريات التشغيل في إطار المنافسة الشريفة وبنفس حظوظ النجاح المشروط أولا وأخيرا بمبدأ الاستحقاق.
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ قريب، حتى البوادي والمناطق النائية التي لم تنل نصيبها الكافي في التنمية والتي تُعدّ صحراء تهميش قائظة بفعل تهاون السياسيين ولامبالاتهم ، سوف تتحولُ إلى أقطاب للجامعات وواحات للمعرفة والعلم.
إني مليء بالأمل، ولديّ حلمٌ بأن العلم مفتاح نهضة الأمم، وبأن طفلتي الصغيرة التي لم تكمل بعد ربيعها الثاني سوف تعيش يوماً ما في دولةٍ لا يُحكم فيها على البشر بمقدار ما في الجيوب من أموال وإنما على أساس الطيب والحسن من الأقوال و الأفعال.
احلموا أيها الأصدقاء، إن ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات في الكون هو إمكان الحلم. إن هذا الإنسان الذي نفخ الله فيه من روحه وخلقه على صورته وأسجد له ملائكته و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا لهو المخلوق الوحيد الذي يستطيع استشراف المستقبل وأن يتخيل نفسه بعد عشرين أو ثلاثين عاما، فلا تحرم نفسك من أهم خصائص النفس البشرية : القدرة على الحلم.