مقال جديد لإينياسيو سمبريرو، الصحفي المتخصص في كتابة مقالات ب"إلموندو" الإسبانية مقابل مبالغ مالية مهمة، وقد تم فضحه أكثر من مرة وتم الكشف عن علاقته بالمخابرات الجزائرية وبعلاقته بجهات إسبانية معادية للمغرب لأسباب تاريخية وسياسية. وفي مقاله الأخير، يتحدث عن إرادة المغرب مقاضاة قس من أجل القذف وشهادة الزور، وعن استدعاء القضاء المغربي فرنسوا بيكار، رئيس الجمعية المسيحية من أجل إلغاء التعذيب، وذلك تبعا لشكاية من أجل القذف، وإهانة أجهزة الدولة، واستعمال الغش، والتحايل من أجل الحث على الإدلاء بشهادة الزور.
وعاد سمبريرو للحديث عن الأزمة بين المغرب وفرنسا، محاولا الربط بين مقاضاة القس المذكور، وبين استدعاء القضاء الفرنسي بطريقة سمجة لمسؤول امني مغربي، والذي تسبب في تجميد اتفاقيات التعاون القضائي، وذلك بناء على شكاية كيدية رفعها ذوو سوابق مغاربة، وتعاملت الشرطة الفرنسية بطريقة غير مقبولة بين الدول حيث يتم اعتماد الطرق الدبلوماسية والانتداب القضائي.
الاستدعاء المذكور يعتبره سمبريرو قانوني أمام استدعاء شخص يساهم ليل نهار في الإساءة للمغرب، والمساهمة في تقديم شهادات الزور ضد المغرب، وتبني ملفات كيدية ضد المغرب.
وينبغي التأكيد هنا على أن سمبريرو ليس مهتما بالدفاع عن ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولا هو مهتم بالدفاع عن الجمعية المسيحية، ويمكن أن يذهب الجميع إلى الجحيم، ولكن غرض سمبريرو هو تلويث سمعة المغرب وتشويه صورته أمام العالم، وذلك وفق طلبات أعداء المغرب، والذين هم مجموعة المخابرات الجزائرية وإسبان يستغلون قضية الصحراويين المحتجزين ومغاربة خانوا وطنهم وباعوا أنفسهم للشيطان وعلى رأسهم زعيم "ثورة الكمون".
الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا ناتجة عن سوء فهم كبير، وذلك عقب عدم احترام القضاء الفرنسي لاتفاقيات التعاون القضائي، لكن سمبريرو ومن يقف خلفه أرادوا أن يحولوها عن مجراها، بل إنه ربط بين توقيف التعاون وبين الحملة ضد الجمعية المسيحية من أجل إلغاء التعذيب، مستشهدا هنا بما قالته هيلين ليغاي، مسؤولة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالجمعية المذكورة، التي أوردت اسم وفاء شرف، التي تعتبرها ضحية التعذيب بالمغرب بينما يعرف القاصي والداني أن وفاء شرف تم اعتقالها بتهمة التبليغ عن تهمة غير حقيقية، حيث ادعت تعرضها للاختطاف وأثناء التحقيق معها تأكد كذبها.
لكن الغريب في هذا السياق هو ما أورده سمبريرو كون مقاضاة القس المذكور هو من أجل الضغط على فرنسا أثناء المفاوضات، وكأن المغرب ليس دولة لها قواعد في التعامل مع الدول، واليوم سيجد نفسه في حالة حزن شديد لأنه كان يقتات من تجميد العلاقات القضائية بين البلدين.