ما قاله مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، يمثل عودة الوعي للدولة الفرنسية، بعد أن تآكل بفعل ممارسات طائشة للحكومة الاشتراكية، التي لم تراعي عمق العلاقات بين المغرب وفرنسا، التي لها أبعاد تاريخية واستراتيجية وعملية. وفي هذا السياق أكد فالس أنه لا محيد لفرنسا عن المغرب، حيث يعتبر شريكا أساسيا لفرنسا في ميدان مكافحة الارهاب والتطرف وتهريب المخدرات. لقد أكدت الهجومات، التي شنها إرهابيون على شارلي إيبدو ومواقع فرنسية أخرى، والتي خلفت 17 ضحية، أن فرنسا كانت في حاجة إلى صدمة قوية لتستيقظ من غفوتها، حيث ظنت أنها وحدها قادرة على محاربة الإرهاب، الظاهرة العالمية العابرة للحدود والقارات، وكل المتدخلين الفرنسيين أجمعوا على أن تجميد التعاون الأمني مع المغرب حرم فرنسا من معلومات مهمة كان بإمكانها تجنبيها هذه الضربات مثلما جنبت إسبانيا وهولندا.
أما على مستوى محاربة التطرف، فلا توجد تجربة أمام فرنسا غير التجربة المغربية، ففرنسا لا تعرف لغة المتطرفين وخطابهم، والفقيه المغربي وحده قادر على ذلك، لأنه ينتمي لمرجعية وسطية، والقادمون من الجزائر وبلدان أخرى لا مرجعية لهم وبالتالي يرتمون في أحضان الوهابية التكفيرية.
وقال مانويل فالس في رده على سؤال لرئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية بالجمعية الوطنية الفرنسية ، لوك شاتيل حول وضعية العلاقات المغربية الفرنسية "فرنسا صديق للمغرب والمغرب صديق لفرنسا" ، مشددا على ضرورة ان يعمل البلدان على اجتياز هذه المرحلة التي نتجت عن الكثير من سوء الفهم .
وأضاف "إن وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تباحث مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار في عدة مناسبات خلال الاسابيع الاخيرة .فرنسا قدمت عدة مقترحات من أجل اعادة العلاقات المتينة مع السلطات المغربية".
وأشار مانويل فالس إلى أن العلاقات الاقتصادية والانسانية والثقافية والجامعية، والتصدي المشترك للإرهاب يحتم على الرباط وباريس تجاوز سوء الفهم في أقرب وقت ممكن، والعمل على استئناف التعاون في اقرب الآجال الممكنة ، كما يرغب في ذلك كافة البرلمانيين.
وخلص الى القول "انها بالتأكيد إرادة رئيس الجمهورية والحكومة الفرنسية". وعقلاء فرنسا كلهم متشبتون بهذه العلاقات، التي لا مندوحة لفرنسا عنها، في وقت أصبحت الحركات الإرهابية تعبر الحدود وكأنها تمر من قرية إلى أخرى.