جاء خطاب أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء وهو يقدم الميزانية التوقعية لسنة 2015 خلال ندوة صحفية موسوما بالتفاؤل، وهو يقارن بين الوضعية الماكرواقتصادية لسنة 2014 وتوقعات تطورها خلال السنة الجارية، مستشهدا بالآية الكريمة "..عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ". الحليمي متفائل
من المنتظر حسب الأرقام التي كشف عنها لحليمي أن تتحسن وتيرة النمو التي عرفت تباطؤا سنة 2014، لتنتقل من 2.6% إلى 4.8% خلال السنة الجارية، وسيعرف القطاع الفلاحي انتعاشا حدد في 4.1% ، علما أنه لم يتجاوز خلال السنة الفارطة 3.4%، خلافا لمؤشر التضخم الذي يُتوقع أن يعرف ارتفاعا وصفه الحليمي بالطفيف، إذ سينتقل من 0.4% إلى 0.8 % مع ارتفاع للعجز التجاري الجاري للمبادلات الخارجية إلى 6.1%..
و في السياق ذاته أكد المندوب السامي للتخطيط أن معدل الدين العمومي من الناتج الداخلي الإجمالي سيعرف استقرارا في حدود 78.6 % ، وسينتقل معدل الدين للخزينة من 64.3% من الناتج الداخلي الإجمالي إلى 63.6%..
عوامل تحسن المؤشرات الاقتصادية ....والحذر
أرجع الحليمي توقع تحسن مؤشرات الاقتصاد المغربي خلال السنة الجارية إلى عدة عوامل ظرفية، لا يمكن أن ترسخ لنمو مطرد، كانخفاض فاتورة الطاقة، وانتعاش الاحتياطي من العملة الصعبة باستعادة جزء من الرساميل "المهربة"، وتوقع سنة فلاحية جيدة، وتخفيض الالتزامات المالية لصندوق المقاصة.
إلا أنه اعتبر كل هذه العوامل ظرفية، مشددا على ضرورة التفكير في طريقة لتوزيع الثروة من شأنها تطوير الاستثمار عبر برامج تصب في التكوين والتأهيل و بلورة مخطط واضح لعقلنة الموارد البشرية، داعيا إلى التفكير في صيغة لترشيد كتلة الأجور بالقطاع العام، التي تمتص 11 % من الناتج الداخلي الخام، عبر عقلنة وترشيد الموارد البشرية وإيجاد صيغة للتحفيز وربط الأجر بالأداء المهني والتطوير والمردودية، وحذر من ارتفاع الاستهلال الناجم عن تراكم الثروة من انخفاض فاتورة الطاقة الموجه للواردات، بحيث سيكون" الخارج" هو أكبر مستفيد طارحا ضرورة بلورة رؤية "للاستثمار" بدل توسيع "الاستهلاك" الموجه للواردات.
الإصلاح...لكن
سجل الحليمي بارتياح إقدام الحكومة على إصلاح منظومة التقاعد، معتبرا أن العملية ضرورية ولا مفر منها، طارحا إشكالية الإنصاف في الإصلاح بحيث لا نجهز على"مكتسبات" الجيل الحالي، ولا نحمل الأجيال القادمة أداء "تقاعد" الأجيال الحالية.
بعيدا عن الأرقام
في حوار على هامش الندوة بخصوص أحداث شارلي إيبدو"، قال الحليمي "بغض النظر عما أتى به الرسول( ص) من عقيدة، على الغرب أن يحترم هذه الشخصية التاريخية الكبيرة، لما أسدته للحضارة الإنسانية وما رسخته من قيم للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولما قدمته الحضارة الاسلامية للحضارة الإنسانية." رافضا كل أشكال العنف، داعيا إلى العمل على تقديم صورة الإسلام "الحضاري" للغرب، لكي يطّلع على مدى "قيمه الإنسانية التي مهدت الطريق للحضارة اليوم، المبنية على قيم التسامح والعدل والكرامة".