لم تعد الهواتف اليوم مجرد هواتف نقالة لإرسال وإستقبال المكالمات بل أصبحت عبارة عن حواسيب صغيرة تحتوي كل معلوماتك ورسائلك وعلاقاتك وحياتك اليومية والرقمية، مما جعل هذه المعلومات الهائلة مغرية جدا للتطبيقات التي تملأ جهازك، لذا يجب على المستخدم الإهتمام بهذه البرامج واختيارها بعناية والتأكد من سلامتها وأمنها، خاصة التطبيقات التي يتم تشاركها مع أصدقائه وتطبيقات التواصل الإجتماعي.. إن عدم أمان هذه التطبيقات سيعرض المستخدم لأربعه مخاطر، الأول هم الهاكرز والثاني شركات الإتصالات والثالث الحكومات، اما الرابع فهم الشركات الساهرة على هذه البرامج نفسها...
ووفقاً لعينة صغيرة قامت إحدى المواقع العربية بأخذها من أشخاص تتراوح أعمارهم من 22 إلى 35 عام، تأكد أن أكثر من 80% من هذه العينة تمتلك جميع التطبيقات التي سنذكرها أدناه على أجهزتها، وأن أكثر من 98% منهم لم يطلعوا على سياسة الاستخدام قبل تنصيب هذه البرامج على أجهزتهم ووافقوا عليها مباشرة دون قرائتها...
وفي ما يلي بعض التطبيقات الشهيرة جدا ونوعية المعلومات التي يستطيع المستخدم الولوج إليها والمخزنة على جهاز هاتفه من دون علمه أو استأذانه.
1- ترو كولر (True Caller): قام ذات الموقع الالكتروني بسؤال من يستخدم هذا التطبيق عن نوعية المعلومات التي يعتقد أن التطبيق ينسخها من جهازة ويخزنها على سيرفرات (خوادم) الشركة، وكانت الإجابات متشابهه حيث أنهم اعتقدوا فقط بأن تطبيق التروكولر ينسخ أسماء جهات الاتصال فقط لا غير، وبعد الرجوع لسياسة الاستخدام للبرنامج يمكن الاطلاع على ما يلي:
* الموقع: يستطيع التطبيق أن يحصل على موقعك وتخزينه على سيرفرات الشركة ومعرفة مكان وجودك بكل لحظة.
* الرسائل القصيرة (SMS): يتسطيع البرنامج قراءة جميع رسائلك القصيرة وتخزينها على سيرفراتها.
* الهاتف: يستطيع التطبيق معرفة وقرائة جميع المكالمات التي تقوم بها ونسخ معلوماتها.
* الصور والملفات المخزنة على الذاكرة الداخلية/ الخارجية للجهاز: المفاجأة الكبرى كانت باستطاعة التطبيق الولوج إلى جميع الصور الخاصة بك بالإضافة إلى ملفات الصوت والفيديو وأي نوع من أنواع الملفات المخزنة على الجهاز.
2- واتس اب (Whatsapp): هذا التطبيق الذي يعد أشهر تطبيقات المحادثة في العالم يستطيع الدخول إلى العديد من البيانات والمعلومات الخاصة بجهازك نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
* الموقع: يستطيع التطبيق أن يحصل على موقعك وتخزينه على سيرفرات الشركة ومعرفة مكان وجودك بكل لحظة.
* الرسائل القصيرة (SMS): يتسطيع البرنامج قراءة جميع رسائلك القصيرة وتخزينها على سيرفراتها.
* الهاتف: يستطيع التطبيق معرفة وقرائة جميع المكالمات التي تقوم بها ونسخ معلوماتها.
* الصور والملفات المخزنة على الذاكرة الداخلية/ الخارجية للجهاز: جميع الصور الخاصة بك بالإضافة إلى ملفات الصوت والفيديو وأي نوع من أنواع الملفات المخزنة على الجهاز.
* الكاميرا: يستطيع هذا التطبيق استخدام الكميرا الخاصة بالجهاز من دون موافقتك
* المايكروفون: يستطيع هذا التطبيق تشغيل الميكروفون الخاص بك من دون موافقتك أيضاً
وتجذر الاشارة إلى ان هنالك العديد من القضايا التي تم رفعها على الكثير من المطورين بشأن انتهاك الخصوصية، ومن أهمها قضية لا تزال منظورة أما المحاكم في كاليفورنيا بشأن انتهاك تطبيق "فيسبوك مسنجر" خصوصية المستخدمين ووقراءة وتحليل الرسائل الخاصة بهم وبيعها لشركات أخرى لأهداف دعائية.
ويبقى السؤال الأهم مطروحاً، هل نحن فعلاً بحاجة لوجود هذه التطبيقات بحياتنا وكجزء من حياتنا اليومية؟ وهل نجحت التكنولوجيا بتغيير طريقة تفكير الإنسان لجعله يعتمد تماماً عليها وليرضى بانتهاك خصوصيته من أجل استخدامها؟