وجه ديلفيل دو تون، أحد مؤسسي التجربة الأولى "هارا كيري" التي تحولت فيما بعد إلى "شارلي إيبو"، سهام نقده إلى ستيفان شاربونيي، الشهير ب"شارب" وعاتب لأنه قدم هيئة تحرير المجلة الساخرة "إلى الموت".. وأثر مقال ديلفيل دو تون، الذي نشر على موقع "لوبسيرفتور"، جدالا كبيرا حول مفهوم حرية التعبير في فرنسا، وخلف انقساما في الاوساط الصحافية بلغت شظاياه هيئة تحرير مجلة "شارلي إيبود" نفسها، وذلك على خلفية ما جاء في مقال ديلفيل دو تون من لوم شديد لرئيس تحرير المجلة الساخرة المقتول "شارب"، والذيب جاء تحت عنوان "أعاتبك فعلا يا شارب".
ووجه ديلفيل دو تون اللوم إلى الخط التحريري الاستفزازي لمجلة "شارلي إيبدو"، وسياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها، وتحمسها للسخرية من الإسلام بذريعة أن الدين ليس بمنأى عن حرية التعبير، والاختياء وراء درع "معاداة السامية"، عندما يتعلق الأمر برسم كاريكاتوري حول اليهودية، وذلك حسب مضامين المقال الجريء، الذي كتبه امس ديلفيل دو تون، أحد مؤسسي المجلة بداية السبعينات، ونشر بعد تردد، وباعتراف من مسؤولي "الأوبسرفاتور" الفرنسية.
وخلف مقال ديلفيل دو تون البالغ من العمر 80 عاما، وهو أحد مؤسسي التجربة الأولى "هارا كيري" التي تحولت فيما بعد إلى "شارلي إيبو"، ضجة كبيرة في وسائل الإعلام الفرنسية، لأن ديلفيل، عاتب بشكل كبير صديقه القديم المغتال يوم 11 يناير، ستيفان شاربونيي، الشهير ب"شارب"، وكتب قائلا "أعاتبك يا شارب لأنك قدت هيئة تحريرك إلى الموت".
وفي مقال مطول عبارة عن عمود رأي نشرته "لوبسيرفاتور" بعد تردد، يسرد ديلفيل حكاياته مع بدايات "شارلي إيبدو"، ويخصص حيزا هاما لمرحلة وصول المدير الحالي فيليب فال، وكيف أن الاختلاف كان على اشده بين هذا الأخير وديلفيل.
واعتبر ديلفيل ان ىوصول فيليب فال إلى إدارة المجلة ساهم في الزج بالمجلة في صراع صهيوني وإسلاموفوبي.
وقال الصحافي ديلفيل دو تون إنه كان دوما معارضا لنشر رسوم كاركاتورية للرسول محمد، وأن رسام الكاركاتير ولونسكي، الذي قضى هو ايضا في الهجمات، قال عندما نشرت المجلة رسوما للرسول، أعقبه إحراق مقر "شارلي إيبدو" سنة 2011، "أعتقد أننا بلا وعي، حمقى، نعتقد أننا في منأى عن الخطر لسنوات وعقود، نقوم باستفزاز الآخرين، ويوما ما يرتد هذا الاستفزاز علينا، ما كان علينا القيام بذلك"، في إشارة إلى اقدامهم على نشر الرسوم الساخرة من الرسول محمد...
ولم يخلق استشهاد ديلفيل بعبارة ولونسكي غضبا لدى المساهمين الحاليين في "شارلي إيبدو"، بل تعداه إلى مقاضاة "لوبسيرفاتور" من طريق محامي "شارلي إيبدو".
واضاف ديلفيل، رغم اعتراف وتحذير ولونسكي، عاد شارب إلى نشر الرسوم سنة 2012.
واعتاد ديلفيل دو تون بجرأته وحياده أن يخلق الجدل، فقد كان سباقا سنة 2008 إلى التضامن مع الصحافي ورسام الكاركاتير "سيني"، الذي طردته المجلة حينها، بعد أن رسم ابن نيكولا ساركوزي بسبب اعتناقه الديانة اليهودية، حينها اتهم سيني بمعاداة السامية، وساند ديلفيل زميله، إلى أن انتصر على "شارلي إيبدو" وحكمت لصالحه المحكمة بتعويض فاق 90 ألف أورو، بسسب الطرد التعسفي...