على بعد ثلاثة أيام من ذكرى رحيل الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد، الذي توفي ذات أربعاء 8 يناير 1992، اختار رفاق لشكر عقد اجتماع مكتبهم السياسي داخل مقر جريدة الاتحاد الاشتراكي بدل مقر الحزب الكائن بشارع النخيل بحي الرياض بالعاصمة الرباط.. وستتضح بعد سويعات قليلة نتائج المعركة المفتوحة منذ ايام بين لشكر وعبد الهادي خيرات، أحد خصومه داخل الحزب، الذي سبق للكاتب الاول لحزب الوردة ان استصدر قرارا من المجلس الوطني يقضي بطرد خيرات من إدارة صحيفتي الاتحاد الاشتراكي وليبيراسيون، وهو القرار الذي لم ينصغ له ابن الشاوية ليقرر لشكر سلك نهج القوة بالاستيلاء على مقر الجريدة من خلال اختراقه عبر عقد اجتماع المكتب السياسي داخله وإجبار خيرات على الإفراغ...
وفاة عبد الرحيم بوعبيد، الذي اختار طريق آخر وهو استراتيجية النضال الديمقراطي سنة 1975، جعل بعض الرفاق الاتحاديين يطرحون السؤال "ألا تعني ذكرى وفاته شيء بالنسبت للإتحاديين؟، حيث اعتبر احدهم ان يوم 8 يناير من كل سنة يجب ان تنظم فيه ندوات فكرية وعلمية لمواصلة رسالته وإحياء مشروعه الديمقراطي الكبير وجعل يوم 8 يناير مثل يوم الوفاء لشهيد الحرية المهدي بن بركة، من خلال الوفاء لمدرسة بوعبيد الفكرية في الأخلاق والمبادئ..
واوردت إحدى الغيورات على الاتحاد الاشتراكي بعد ما آل اليه وضعه التنظيمي والسياسي قول المرحوم عبد الرحيم بوعبيد يوم 30 يوليوز 1972، "لقد تبين في النهاية أنه لا يمكن أن يلتقي تصورنا للحزب وللنضال مع تصورهم، إنهم لا يقبلون النقد، لا يقبلون غير التصفيق والمباركة والتأييد، والمناضلون يرفضون هذا، يرفضون أن يتحول حزبنا إلى حزب الأكباش، إنهم (أي المناضلين) يريدون حزبا كما أسسوه، حزبا للمناضلين والنضال، ومواصلة النضال لتحقيق أهدافنا في التحرر والاشتراكية"، وهي رسالة موجهة لا محالة إلى الرفاق المتناحرين داخل الاتحاد الاشتراكي ...