تم يوم الثلاثاء 9 دجنبر الجاري، إلغاء الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها الوزير الاول الجزائري عبد المال سلال للمملكة المتحدة يوم الاربعاء 10 دجنبر، وذلك قبل أقل من 24 ساعة على الزيارة، حيث وصل سلال الى لندن صبيحة الخميس بدل الاربعاء كما كان مقررا ... وبموازاة هذه الزيارة توجه ديفيد كاميرون أول امس الى تركيا عوض استقبال سلال، حيث تحادث مع نظيره التركي ثم توجه امس الى ايرلندا الشمالية حيث ترأس جلسة عمل مع الحكومة المحلية حول توسيع صلاحياتها موازاة مع مجلس النواب بواست مينستر بلندن..".
وأثار إلغاء زيارة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الى بريطانيا في آخر لحظة العديد من التساؤلات، عن الأسباب التي كانت وراء إلغاء هذه الزيارة، التي كان يفترض أن تتوج بالتوقيع على اتفاقيات في قطاعات الطاقة والصحة، خاصة وأن السلطات لم تقدم اي سبب مقنع لهذا القرار المفاجئ. رئيس الوزراء الجزائري كان يفترض أن يسافر يوم الثلاثاء الى لندن رفقة وفد رفيع المستوى يضم وزراء وكبار المسؤولين في الدولة، ومجموعة من كبار رجال الأعمال، وذلك في إطار زيارة عمل تدوم يومين الى المملكة المتحدة، وذلك أياما قليلة بعد زيارة مماثلة قادت سلال الى فرنسا. وكان مقررا أن يُستقبل رئيس الوزراء الجزائري من طرف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وكان من المنتظر أن يتم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات، تصل قيمتها الى حوالي ملياري جنيه استرليني، وكان سلال سيشرف مع كامرون على لقاء لرجال الاعمال من البلدين، يشارك فيه اكثر من 400 رجل أعمال من البلدين، يتم خلاله التوقيع على تلك الاتفاقيات، علما أن شركات بريطانية عملاقة في قطاعي الصحة والطاقة أعربت عن نيتها دخول السوق الجزائري والاستثمار في مشاريع مشتركة.
ويأتي إلغاء زيارة سلال في آخر لحظة ليفتح الباب أمام العديد من التساؤلات عن الأسباب الواقفة وراء هذا القرار، خاصة وأن السلطات لم تعلن عن أي سبب يبرر هذا القرار، في حين تداولت بعض المواقع تبريرات مختلفة، أرجع قرار إلغاء الزيارة الى أسباب بروتوكولية محضة، في إشارة الى أن السلطات البريطانية لم تقدم ضمانات لنظيرتها الجزائرية بخصوص الطريقة التي سيستقبل بها سلال عند وصوله الى لندن، أي أن استقباله بالمطار من طرف دفيد كاميرون غير وارد.
ويعيد هذا المبرر الى الاذهان زيارة رئيس الوزراء عبد المالك سلال الى باريس نهاية الأسبوع الماضي، إذ لم يكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في استقباله بالمطار لما وصل الى العاصمة باريس، واكتفت السلطات الفرنسية بإيفاد نائب بالبرلمان مكلف بالعلاقات الخارجية لاستقبال رئيس الوزراء وعشرة من وزراء الحكومة الجزائرية، وهو ما تسبب في حرج كبير للسلطات الجزائرية، التي كانت تنتظر الكثير من هذه الزيارة، لكن هذه الاخيرة راحت ضحية هذه الأزمة البرتوكولية.
من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية أن رئيس الوزراء سلال سيلتحق بالوفد الرسمي امس (الخميس)، دون إعطاء أي تفسيرات عن سبب هذا التأجيل...
إلى ذلك عبر بعض الجزائريين عن تهكمهم من سلال على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا ان إلغاء الزيارة "لاعلاقة لها بتاتا بالزيارة الاخيرة لسلال لامه الحنون باريس كما يدعي البعض"، مضيفين ان " لندن ليست باريس ياابو الفقاقير(أي عبد المال سلال كما يسميه الجزائريون) ، وديفيد كاميرون توجه امس الى تركيا عوض استقبال سلال حيث تحادث مع نظيره التركي ثم توجه اليوم الى ايرلندا الشمالية حيث ترأس جلسة عمل مع الحكومة المحلية حول توسيع صلاحياتها موازاة مع مجلس النواب بواست مينستر بلندن..".