في الأسبوع الأخير من شهر غشت الماضي، استطاع عبد الله باها أن يجمع كل ممثلي المشهد السياسي المغربي تحت خيمة العرس الذي نظمه احتفالا بزفاف ابنته، واستمتع الحضور بموسيقى وأنغام الأطلس ورقصات أحواش. وقد تحدثت الصحف والمواقع عن عبد الله باها كاتم أسرار عبد الإله بنكيران، وعن كاريزما التجميع التي يمتلكها داخل حزبه العدالة والتنمية وإشعاعه على المشهد السياسي العام بالمغرب. وكان من غرائب الصدف أن يكون آخر أفراد أسرته الذين ودعهم الفقيد، هي ابنته التي عقد قرانها في الصيف الأخي، حينما أوصلها إلى بيتها قبل أن يمضي إلى حتفه المحسوم.
هذا اليوم أعاد عبد الله باها بعث "كاريزماه" الخاصة من داخل نعشه، حين استدعى كل الطبقة السياسية، وأطياف المجتمع المدني بكافة ممثليهم، إلى حضور تشييع جنازته، فاستجاب الكل ولم يتخلف منهم أحد، إلا من قهرته الأسباب، بل إن الطائفة اليهودية في المغرب كانت أيضا حاضرة وممثلة في هذا الحدث الأليم على أعلى مستوى، من خلال رئيس الطائفة والوزير السابق سيرج بيرديغو، وحاخام الرباط وسلا دحان منحيم، وحاخام الدارالبيضاء ربي خوسي، وأفراد آخرين من اليهود المغاربة الذين حضروا بصفتهم الشخصية..