بعد قضية الشابة محجوبة محمد حمدي داف، التي حشدت تعبئة دولية كبيرة مما اضطر جبهة "البوليساريو" للإفراج عنها بعد 90 يوما من الاحتجاز، تفجرت قضية أخرى بمخيمات العار في تندوف، فوق التراب الجزائري، لطخت طغمة الرابوني، وفضحت مزاعم الجمعيات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان خاصة بإسبانيا. ويتعلق الأمر بالشابة داريا امبارك سلمى، البالغة من العمر 25 سنة، والمحتجزة رغما عنها منذ نحو سنة تقريبا من قبل عائلتها التي تمنعها، بتواطؤ مع قيادة "البوليساريو"، من العودة إلى جزيرة تينيريفي الكنارية، حيث كانت تعيش مع والديها بالتبني وتتابع دراستها الجامعية.
ورغم محاولات ما يسمى بممثل الانفصاليين في جزر الكناري، المدعو حمدي منصور، لطمس هذه الحالة والحيلولة دون خروجها إلى الرأي العام، وحشد التعبئة على غرار ما حدث مع قضية الشابة محجوبة، بدأت بعض الدوائر السياسية بالأرخبيل تتحرك وتثير هذا الحدث الاجتماعي، الذي يصور للعالم الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان في مخيمات تندوف جنوبالجزائر.
وجاء آخر رد فعل الجمعة الماضية من المجلس البلدي لتينيريفي الذي كسر صمته وطالب بالإفراج عن الشابة داريا، مدينا في الوقت نفسه، و"بقوة"، الوضع الذي توجد فيه هذه الفتاة.
ووافق مجلس بلدية تينيريفي بالإجماع، في ختام اجتماع استثنائي عقد الجمعة الماضية، على "بيان مؤسساتي" طالب بتدخل حكومة جزر الكناري والحكومة المركزية، واتخاذهما "الخطوات اللازمة" لتمكين داريا من العودة إلى جزر الكناري ولقاء والديها بالتبني.
كما أنشأ متعاطفون مع هذه الضحية أرضية أطلقوا عليها "الحرية لداريا" تدعو للإفراج عن هذه الشابة وعودتها إلى تينيريفي.
وكانت الشابة داريا قد وصلت سنة 2001 إلى جزيرة تينيريفي في إطار البرنامج الدعائي ل"البوليساريو" +عطل في سلام+ الذي ينظمه الانفصاليون كل صيف ويستغلون من خلاله أطفالا قاصرين لأغراض سياسية.
وتوجهت هذه الشابة في يناير الماضي إلى تندوف لعيادة والدها المريض، لكنها منذ ذلك الحين وهي محتجزة رغما عنها، ومنعت من العودة إلى إسبانيا لمواصلة تعليمها العالي.
وقالت داريا في رسالة وجهتها إلى أعضاء الكابيلدو (المجلس البلدي) بتينيريفي وتليت خلال الجلسة العامة لهذه الجزيرة الكنارية "أجد نفسي محتجزة رغما عني، لأنني لا أملك سبلا للخروج" من هنا.
وأطلقت هذه الضحية "نداء استغاثة"، وأصرت على أنها تريد "اتخاذ قراراتها بنفسها". وبعد أشهر من الانتظار قررت داريا، بتوافق مه أسرتها بالتبني، التنديد بالوضع التي توجد فيه في وسائل الإعلام، بحسب ما ذكرت صحيفة (أ بي سي) الإسبانية على موقعها الالكتروني.
يشار إلى أنه كان قد أفرج عن محجوبة محمد حمدي داف، (23 سنة)، بعد 90 يوما من الاحتجاز بمخيمات تندوف بفضل تعبئة دولية وضغوط قوية مورست على "البوليساريو" بإسبانيا وخارجها.