بعد أربعة أيام من الحوار المكثف حول المواضيع الرئيسية لحقوق الإنسان بالعالم، اختتمت، اليوم الأحد بمراكش، أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بتحقيق كل وعودها وبالسماح بالعمل على الأجندة الدولية في هذا المجال. وتمت خلال هذا المحفل الحقوقي، الذي عرف مشاركة نحو سبعة آلاف مشارك من 95 دولة، مناقشة أكثر من 100 موضوع يهم مختلف قضايا حقوق الإنسان. كما احتضنت عاصمة النخيل، بالمناسبة، 160 نشاطا جمعويا ورياضيا وثقافيا وتكوينيا.
وحسب حصيلة للجنة التنظيمية فقد غطى فعاليات هذه الدورة نحو 397 صحافيا يمثلون وسائل إعلام 20 بلدا، في حين تمت تعبئة 750 متطوعا للسهر على الجانب التنظيمي بفضاءات الفعاليات.
وتبرز الأرقام التي تتحدث عن نفسها النجاح الباهر الذي سجلته هذه الدورة التي تميز حفل افتتاحها بقراءة الرسالة الملكية الموجهة الى المشاركين فيها. ويتعلق الأمر بلحظة قوية أعلن فيها جلالة الملك عن إيداع المغرب لوثائق التصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وذلك بهدف إحداث آلية وطنية للوقاية.
كما أعلن جلالة الملك عن أن المملكة تعتزم المصادقة على البروتوكول الاختياري الثالث للاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل، الذي يحدد المسطرة اللازمة لتقديم العروض.
وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة أنه "إذا كان لا ينبغي التشكيك في كونية حقوق الإنسان، فالكونية لا تعني أبدا التعبير عن فكر أو نمط وحيد، بل يجب أن تشكل في جوهرها، نتاجا لدينامية انخراط تدريجي، عبر مراحل، تصل بها إلى درجة من التملك الفردي والجماعي، تجد فيه التقاليد الوطنية والثقافية مكانها الطبيعي، حول قاعدة قيم غير قابلة للتقييد، دون تعارض أو تناقض معها".
ورحب جلالة الملك بدقة ووجاهة المواضيع التي اختيرت لهذا المنتدى، في إطار مختلف أنشطة هذه التظاهرة المنسجمة مع الأجندة الدولية لحقوق الإنسان.
وتم إغناء أربعة موضوعات عالمية كبرى من خلال النقاش بالورشات واجتماعات أخرى نظمت على هامش المنتدى العالمي لحقوق الإنسان.
وهكذا أسهم منتدى مراكش بفاعلية في الإعداد للذكرى العشرين لإعلان والبرنامج العالمي للعمل "بكين زائد 20" حول حقوق النساء وذلك من خلال تسع ورشات موضوعاتية خصصت لقضايا المناصفة والمساواة والعنف والنوع والريادة النسوية.
وأسهم المشاركون في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان برسم العام الجاري 2014 في النقاش العالمي حول أهداف التنمية لما بعد 2015، والتي ستكون محور اجتماع دولي بنيويورك في شتنبر 2015.
وطالب المشاركون في هذا السياق الأطراف المعنية بهذا الورش الكوني بتقييم مستوى تحقيق أهداف الألفية للتنمية وتحديد أهداف جديدة تقوم على التنمية المستدامة ومقاربة حقوقية
وبدورها، كانت قضايا الهجرة حاضرة بقوة خلال النقاش في إطار الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان ، حيث دعا المشاركون على الخصوص إلى حكامة دولية جديدة في مجال تدبير تدفق الهجرات وحقوق النازحين واللجوء.
وقبل أشهر من انطلاق مؤتمر باريس حول المناخ، كانت قضايا حماية البيئة والمدن المستدامة حاضرة في أجندة المشاركين في الدورة الثانية لهذا المنتدى.
وفضلا عن ذلك، تمت مدارسة العديد من الملفات المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية بمنتدى مراكش، وكانت قضايا مستجدة في صلب مناقشات المنتدى كتلك المتعلقة بحقوق المسنين وحقوق الإنسان والمقاولة والسيدا والحق في المعلومة والحكامة الامنية.
وصادفت الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني حيث سمحت التظاهرات وعروض الأفلام ومعارض الصور للمشاركين في المنتدى إسماع صوتهم والمطالبة بإيجاد حل عادل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأتاح المنتدى الفرصة ل 18 مؤسسة دولية ولشبكات حقوق الإنسان بعقد اجتماعاتها الداخلية بمراكش، وبدورها أدرجت هذه المنظمات المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها بأوراش المنتدى ضمن أجندتها الداخلية.
ومكنت الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الانسان، التي عرفت مشاركة نحو سبعة آلاف مشارك من 100 دولة، آلاف الزوار من لقاء الجمعيات والفاعلين في حقوق الانسان بالمغرب والعالم حيث تم تخصيص قرية المنتدى للقاء مع الجمهور.
كما شهدت هذه التظاهرة تنظيم ستة معارض وماراثون دولي من أجل تعزيز والتحسيس بالعديد الكبير من المواضيع الراهنة لحقوق الإنسان بالمغرب والعالم.
ومن أجل الحفاظ على الذاكرة المؤسساتية في مجال حقوق الإنسان، تم إصدار طابع بريدي خاص بالمنتدى من قبل مؤسسة بريد المغرب.
وتابع 14 مليون شخص عبر العالم، وبشكل مباشر، فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، التي انعقدت على مدى أربعة أيام بمدينة مراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأفاد المنظمون بأن عدد متابعات مختلف النقاشات التفاعلية التي شهدتها الندوات الموضوعاتية، والتي تم نقلها بشكل مباشر على الأنترنيت، بلغ 30 مليون مشاهدة.