قالت أليسيا أمبوس ممثلة قسم الشؤون السياسية والسياسة الأمنية التابع لحلف الشمال الأطلسي، اليوم الخميس ببروكسيل، أن المغرب يعتبر'' فاعلا استراتيجيا رئيسيا" في الحوار المتوسطي، الذي أطلق سنة 1994 من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ويشمل سبعة بلدان في المنطقة. وأكدت أمبوس، متحدثة أمام وفد من الدبلوماسيين المغاربة، الذي يقوم بزيارة إلى المقر العام للحلف، حول انفتاح هذا الأخير على بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن المغرب يعد "أحد الشركاء الرئيسيين للحلف في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث أنه لعب دورا مهما للغاية منذ تأسيس الحوار المتوسطي"، مضيفة أن المغرب تربطه علاقات مميزة تاريخيا مع بعض بلدان الحلف ويتوفر على خبرة قيمة التي يمكنه أن يتقاسمها مع هذه البلدان.
وأبرزت في هذا الصدد، أن حلف الشمال الأطلسي يولي أهمية كبرى لتنمية علاقات التعاون والشراكة مع المغرب، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام "نابع من إرادة الحلف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك في دوله الأعضاء".
وأوضحت أن "بلدان الحلف ومنطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط تواجه تهديدات وتحديات مشتركة، ومن ثمة الأهمية بالنسبة للحلف الأطلسي لإقامة شبكة عالمية للأمن تكون فيها الشراكة مع بلدان الحوار المتوسطي حاسمة"، مؤكدة في هذا السياق على الأهمية المشتركة لربط علاقات قوية مع المغرب.
وأبرزت أمبوس أيضا أهمية الحوار السياسي والتعاون العملي بين الحلف والمغرب، مذكرة بهذا الخصوص بأن المملكة اقترحت على رؤساء الدول والحكومات المشاركين في شهر مايو 2012 خلال القمة ال 25 لحلف الناتو في شيكاغو، إعلانا سياسيا يرمي إلى تعزيز الحوار المتوسطي، حيث رحبت به كافة الدول الأعضاء.
وخلصت إلى '' أن الحوار المتوسطي بلغ مستوى من النضج بعد عشرين سنة من وجوده ويبقى أكثر من أي وقت مضى إطارا لشراكة قيمة وناجعة. ويعكس الحوار المتوسطي لحلف الناتو تصور هذا الأخير الذي يعتبر الأمن في أوروبا مرتبط بشكل وثيق بالأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما يعكس '' تكيف الحلف مع البيئة الأمنية لما بعد الحرب الباردة، ويشكل عنصرا مهما بالنسبة لسياسة الانفتاح والتعاون التي أطلقها الحلف". ويهدف الحوار المتوسطي على الخصوص إلى المساهمة في أمن واستقرار المنطقة وتوطيد تفاهم متبادل بين بلدان حلف الناتو وشركائها.