أوقفت الضابطة القضائية للدرك الملكي التابعة لسرية أربعاء الغرب، نهاية الأسبوع الماضي، محتالا انتحل صفة كولونيل ماجور في القوات المسلحة الملكية وأشرف شخصيا على تسهيل عمليات تهريب كبرى من المنطقة الحدودية بباب سبتة. و علم من مصادر مقربة من التحقيقات الجارية أن المحتال الكبير تدبر، في ظروف غامضة، زيا رسميا يتضمن نياشين خاصة بالضباط السامين في القوات المسلحة الملكية، حاملي رتبة " عقيد ممتاز "، و توجه إلى المنطقة الحدودية المذكورة، و أعطى التعليمات إلى عناصر الجمارك و القوات المسلحة الملكية الموجودة هناك للتغاضي عن عمليات تهريب كبرى من المعبر الحدودي إلى داخل التراب الوطني ، مقابل عمولات مالية مهمة.
و ألقي القبض على الظنين البالغ من العمر حوالي 50 سنة، و المنحدر من مكناس، رفقة شخص آخر . وبمجرد انتهاء المتهم و مرافقه من العملية، استقلا سيارة فارهة من نوع " ميرسيديس " و حاولا الفرار، إلا أن دورية خاصة للدراجات النارية التابعة للدرك الملكي أشارت عليهما بالتوقف.
بعد معلومات تلقتها بإحدى ممرات المراقبة بمدخل المدينة، فرفضا الاستجابة، ليتم إيقافهما بعد تدخل عناصر المركز القضائي، و تبين أن السيارة المحجوزة تحمل صفائح مزورة.
و استنادا إلى مصادر موثوقة، أسفرت التحريات الأولية التي باشرتها عناصر المركز القضائي أن الظنين مصنف خطرا في ما يتعلق بأعمال النصب و الإحتيال، وسبق له أن أوقع بضباط أمن و جمارك وقوات مساعدة في عمليات نصب و احتيال كبرى.
و اعترف الظنين بتوفره على زي عسكري كان يشتغل بها قبل تقاعده، و نفذ بها عمليات نصب و احتيال من خلال تمويه رجال المراقبة و الجمارك خاصة بالمركز الحدودي باب سبتة، المعبر الرسمي للسلع و الموارد المهربة على اختلاف أنواعها.
و كشفت الأبحاث الأولية أن الزي الرسمي الذي كان يرتديه المتهم يحمل نياشين عسكرية حقيقية تدل على رتية كولونيل ماجور في الجيش ، الأمر الذي مكنه من اختراق جميع نقاط التفتيش و المراقبة التي كان يمر بها عبر السيارة الفارهة.
و اعترف الموقوف بعمليتي احتيال و نصب أخريين نفذهما قبل أيام، بالمعبر الحدودي نفسه، إذ تمكن من خداع رجال الجمارك بالزي العسكري نفسه لتهريب سلع مختلفة بتخفيضات مادية هامة، وهي عبارة عن معدات و أجهزة إلكترونية و درجات نارية كانت محملة على متن شاحنة.