مكن العمل الدؤوب، الذي قامت به المصالح الأمنية في التصدي للتهديدات الإرهابية خاصة القادمة من بؤر التوتر، من إلقاء القبض يوم 27 من الشهر الجاري بالقنيطرة وفاس، على متطرفين فرنسيين، واحد من أصول مغربية والثاني فرنسي اعتنق الإسلام وجزائري تابعين لتنظيم داعش.
وقام المعتقلون بمبايعة الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي، وبعد الاستقرار في مدينة القنيطرة، عملوا على نشر تسجيلات ورسائل تشيد بداعش وتدعو لإرساء الخلافة في المغرب.
وفي هذا الصدد قاما المعنيون بالأمر باستغلال نشاطهم على شبكة الأنترنيت من خلال نشر الأفكار المتطرفة والإشادة بالأنشطة الدموية لداعش الإرهابي.
من جهة أخرى، كان هؤلاء المتطرفون قد غادروا فرنسا قبل أن يستقروا في المغرب، في إطار ما يعرف بالهجرة، وبدؤوا يتحينون الفرصة للالتحاق بالمنطقة السورية العراقية بهدف الجهاد تحت راية داعش.
وكان الجزائري، المقبوض مع الخلية المذكورة يعيش في المغرب دون أوراق إقامة شرعية ومستقر بمدينة فاس، وقد كان يسعى للالتحاق بزوجته التي التحقت مؤخرا رفقة والديها بصفوف تنظيم داعش الإرهابي بسوريا.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية قام الجزائري المذكور بربط الاتصال بمقاتلين بسوريا.
إلقاء القبض على هذه الخلية الإرهابية يندرج ضمن إطار الاستراتيجية الاستباقية للمصالح الأمنية لمواجهة التهديد الإرهابي القادم من تنظيم أبو بكر البغدادي.
وأبان المخطط الأمني المغربي لمواجهة الإرهاب عن فعاليته القوية، حيث وجه ضربات قاسمة لتنظيم أبو بكر البغدادي، الذي كان يعول على المغرب كأرض مزودة بالموارد البشرية الإرهابية، لكن مصالح الأمن كانت بالمرصاد لكل الخلايا التي وضعت نصب عينيها تجنيد المغاربة من أجل القتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وتكمن خطورة المغاربة الذين يقاتلون في صفوف داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية بكل من سوريا والعراق، في كونهم تلقوا تدريبات كبيرة حول استعمال السلاح والعقيدة القتالية، وكان هدفهم هو العودة إلى المغرب من أجل ممارسة التخريب والفوضى، مثلما يحدث في الشرق الأوسط وخصوصا سوريا والعراق واليمن.
واعتقال العناصر الإرهابية المذكورة هو جزء من فعالية القوى الأمنية، التي تمكنت عبر مراحل متعددة من اقتناص الدواعش وغيرهم قبل أن يمروا إلى تنفيذ مخططاتهم الإرهابية.