في أول ترجمة لمخطط «حذر»، الذي أعلن عنه نهاية الأسبوع الماضي، والقاضي برفع درجة اليقظة الأمنية بالمناطق الحساسة بالبلاد لمواجهة أخطار أمنية محتملة، انتشرت عناصر مسلحة من الجيش، مساء أول أمس الاثنين، بمطار محمد الخامس الدولي، رفقة عناصر من الدرك والأمن، من أجل تأمين هذه المؤسسة الحيوية الواقعة بمحيط مدينة الدارالبيضاء، وحمل الجنود ورجال الدرك والأمن، الذين تم نشرهم بالمطار، شارات ملونة تحمل اسم الخطة الأمنية الجديدة «حذر»، التي تم الإعلان عنها عقب تلقي الرباط تقارير استخباراتية عن وجود تهديدات أمنية تستهدف البلاد. وعاينت «المساء» ارتفاعا ملحوظا في الإجراءات الأمنية المعمول بها داخل مطار محمد الخامس، حيث أصبح المسافرون ومرافقوهم يخضعون لتفتيش دقيق قبل دخولهم مبنى المطار، إضافة إلى إخضاع العاملين بمختلف مرافق المطار، من الذين يتوفرون على شارات تخولهم الدخول إلى مرافق معينة من المطار، للتفتيش، كما تم تكثيف المراقبة والحراسة على محيط المطار المذكور، سواء من جهة محطات الإركاب أو الجهات القريبة من مدرجات إقلاع وهبوط الطائرات. ومن المقرر أن يشمل المخطط الأمني الجديد مطارات أخرى، أسوة بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، إلى جانب مواقع حكومية وغير حكومية تكتسي طابع الأهمية، كانت تستهدفها مخططات إرهابية تم الكشف عنها من طرف الأجهزة الأمنية. وفي سياق الرفع من حالة الاستنفار الأمني، أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أول أمس الاثنين، مواطنا فرنسيا يدعى (ب. ف)، ومواطنا فرنسيا من أصل مغربي يدعى (أ. أ) في مدينة القنيطرة، في إطار الضربات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية. وأكدت وزارة الداخلية أن الموقوفين «متشبعان بالفكر المتطرف»، وكانا يستعدان للحاق بتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، مضيفة أن التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية كشفت أن الموقوفين متهمان بالقيام بأنشطة دعائية عبر الإنترنت، من خلال «نشر وترجمة العديد من تسجيلات الفيديو والصوتيات»، التي «تشيد بالأعمال الإرهابية والوحشية» لمقاتلي «داعش». وأوضحت وزارة الداخلية أن الموقوفين روجا «لإرساء نظام الخلافة» في المغرب، بعد «مبايعتهما للخليفة» أبو بكر البغدادي. إلى ذلك، أوقفت الأجهزة الأمنية بمدينة فاس في وسط المغرب، مواطنا جزائريا يدعى (أ.ب) كان يقيم بصفة غير شرعية في المغرب، وأكدت وزارة الداخلية أنه «متشبع بالفكر الجهادي»، و»متزوج بمواطنة مغربية التحقت مؤخرا بداعش» في سوريا «رفقة والديها». وأضاف المصدر ذاته أن المواطن الجزائري «تربطه صلات وطيدة بمقاتلين ينشطون» في سوريا والعراق، معتبرا أن اعتقاله جاء في سياق «الأبحاث والتحريات من أجل مكافحة الجريمة الإرهابية».