بغض النظر عن تاريخ إنتقال الصحافة العربية إلى أوروبا وأمريكا، وانتشارها في كثير من المدن والولايات فتركيزنا يهم الصحافة المغربية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وطيور مهاجرة سجلت إسمها داخل منشآت إعلامية عربية ودولية فهل من تواجد إعلامي - بجميع مكوناته - مغربي يخدم مصالح الوطن ويكون جسرا للتواصل بين الداخل والخارج ؟ إن أغلبية المهاجرين المغاربة الذين هاجروا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ، ليس لهم تكوين صحفي إلا قلة قليلة وعلى رؤوس الأصابع كما أن الذين قدموا عن طريق القرعة السنوية التي تنظمها إدارة الهجرة الأمريكية لا يفكرون في مهنة الصحافة أو الإستثمار في الإعلام وكثير ممن حظي بالبطاقة الخضراء عن طريق اللوتري فضلوا الإشتغال في المتاجر الصغيرة أو شركات نقل من سيارات أجرة وحافلات وجانب كبير يشتغل في المطاعم دون أن ننسى مغاربة على رأس شركات وطلبة في الجامعات ومن نال شواهد عليا ودبلومات وبيت القصيد أطرحه على شكل استفهام فهل جميع المغاربة في أمريكا يهتمون بالشأن الداخلي للمغرب؟ أي هل لهم الرغبة الأكيدة لمتابعة الأخبار المغربية وما يجري ويدور ؟ وهل البلاد فكرت في منشأة إعلامية تدار من قبل صحفيين من بين مغاربة الخارج ؟
فحسب التجارب المعاشة واستقراءات الرأي التي قمنا بها داخل محافل مغاربة الخارج في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت أن قراءة الصحف الورقية أصبحت غير مجدية لكون الجميع يتوفر على أنترنيت وحاسوب وهاتف محمول مما جعل تدفق الأخبار تعرف فيضا إعلاميا وأصبحت المعلومة بين يدي كل مواطن سواء كان في بيته أو العمل أو في الشارع وحتى الجرائد كثيرة الإنتشار لم يعد لها إقبال على الورق من قبل الأمريكيين أنفسهم (...) لكن مغاربة أمريكا تنقصهم أخبار البلاد رغم البث المباشر لقنوات القطب العمومي فكثير من المغاربة لا يتوفرون على أجهزة استقبال أو أنترنيت خاصة الذين يفضلون العمل ما فوق 16 ساعة يوميا أي أنهم يجمعون الليل والنهار وتفكيرهم أصبح محدودا في جمع المال ليتغلبوا على الحياة الضنك التي كانوا يعيشونها من فقر وتهميش وتمدرس وتطبيب حسب تعبيرهم . كما أن الساحة السياسة وما آلت إليه من ضعف كبير أثرت بشكل كبير على نفسية المواطنين فنفروا من معرفة الأخبار لأنها في نظرهم لا تحمل الجديد وأنها بدت تتشابه في القول وعلى مستوى أغلب الصحف (...)
لقد جادت بعض الأقلام المغربية في المهجر في إيجاد حلقة تواصل بين مغاربة أمريكا بعضهم البعض وبين الداخل من جهة أخرى من خلال تأسيس صحف ورقية مغربية وأخرى إلكترونية أملا في تصحيح الوضع وجبر الضرر ، فنزلت هذه الطيور المهاجرة لتشارك مغاربة الخارج قضاياهم ومشاكلهم وعرضها على الرأي العام لتصل إلى المسؤولين في الداخل ومن جهة أخرى تنقل هذه الصحافة أخبار المغرب وكل ما يجري ويدور وعرضه على الجالية لتكون على بينة من واقع البلاد والعباد دون تجاهل للتعريف بالمنجزات الكبرى التي تحققت في عهد الملك محمد السادس سواء على المستوى الحقوقي والديمقراطي أو الإقتصادي والإجتماعي، فنجحت بعض المواقع الإلكترونية وفشلت الصحافة الورقية التي بدت تتطلب مجهودات كبيرة ومشقة في الطبع والتوزيع إلى جانب عدم إقبال المواطن والمعلن على الصحافة الورقية أمام نظيرتها الإلكترونية (...) مما جعل المشروع يتوقف على مستوى أكثر من جريدة .
فالحكومة المغربية بدورها لم تقم بدورها في هذا المجال معتمدة على صحافة الداخل في كل أمورها مما جعلها تصطدم بأكثر من واقع خاصة في قضايا الوحدة الترابية حيث اكتفت بتمويل شركات الضغط ( اللوبينغ ) كمنقذ ساعة الغرق والتجارب أثبتت أن أموالا طائلة تم استثمارها في مشروع فاشل لولا المبادرات الفردية التي قام بها الملك شخصيا تخطى بها المغرب مراحل الأزمات .
فالأقلام المغربية التي صنعت إسمها داخل الفضائيات العربية والدولية وعلى مستوى صحف إلكترونية مغربية في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب إعلاميين أصحاب كفاءات وتجربة عالية قادرون على خدمة البلاد من خلال تسيير لمركز إعلامي مغربي يخدم المصالح العليا للمغرب خاصة على مستوى الصحافة المكتوبة الإلكترونية والمسموعة والمرئية وسيساعد على النجاح وطنيتهم العالية وحبهم للبلاد وقدراتهم العملية من خلال تجارب ميدانية قد توظف خدمة للرسالة الإعلامية (...)
فإذا كانت الصحافة تشتغل بلا قيود ولا حدود فالصحافي المغربي أينما كان سواء داخل البلاد أو خارجها لا يمكن أن تسحب منه صفته الصحفية كما هو الحال للبطاقة المهنية التي تصدر عن وزارة الإتصال .
الدعم السنوي للصحف المغربية داخل المغرب لابد وأن يشمل الصحف المغربية القائمة في دول الإستقبال، لكونها تعطي أكثر خدمة وجودة وارتباطها الوثيق بكل ما يجري ويدور حتى يتسنى للمهاجر أن يعيش الحدث وكأنه داخل وطنه .
على الوزارة أن تجعل من الصحافة المهاجرة جزءا لا يتجزأ من صحافة الداخل لكونها صحافة مغربية وأن تشرك الأقلام المهاجرة في الجائزة الوطنية الكبرى وفي كل أنشطة تكريم الكفاءات.
فعندما يكون للمغرب مركز إعلامي سيستفيد القطب العمومي من تواجده أخبار وتغطيات ولقاءات وربورطاجات وبرامج حوارية تنجز داخل المركز كما هو الحال لأكثر من مركز عربي مستقل (...) *صحفي