حذر المرشد الإيراني، علي خامنئي، من وجود ما وصفها ب"السياسات الاستعمارية" في المنطقة، والتي قال إنها تهدف إلى تفريق المسلمين، وذلك في رسالة له إلى الحجاج في جبل عرفات، وندد بما اعتبرها "جماعات إرهابية" في العراق وسوريا، كما هاجم جهات لم يسمها، متهما إياها بالسعي لنشر "الإسلام الأمريكي." وقال خامنئي، في رسالته التي وجهها مع وقوف الحجاج على جبل عرفات، إن مسألة اتحاد المسلمين وحلّ العقد المفرّقة بين أجزاء الأمة الإسلامية "من جملة الموضوعات المهمة ذات الأولوية في يومنا الراهن" مضيفا أن ما وصفها ب"السياسات الاستعمارية" وضعت بيدها منذ القدم "مهمة التفرقة في قائمة أعمالها لتحقق مقاصدها الخبيثة."
وفي إشارة منه إلى الصراعات التي تتخذ أشكالا مذهبية في المنطقة قال خامنئي إن "العدو المخادع بإشعاله نيران الحروب الأهلية بين المسلمين يستهدف جرّ مقاومتهم ومجاهدتهم إلى الانحراف، كي يبقى العدوّ الصهيوني وعملاء الاستكبار – وهم الأعداء الحقيقيون – في هامش من الأمن" معتبرا أن تجهيز ما وصفها ب"المجاميع الإرهابية والتكفيرية" في العراق وسوريا "يأتي في سياق هذه السياسة الغادرة" بإشارة منه إلى تنظيمات مثل داعش.
وهاجم خامنئي إسرائيل وحربها الأخيرة على قطاع غزة، قائلا إن كيانها "يقترب يوماً بعد يوم من الاضمحلال والفناء."
وتطرق خامنئي إلى قضية ما وصفه ب"الإسلام الأمريكي" قائلا إن على "المخلصين في العالم الإسلامي أن يفرقوا بنظرة واعية بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي، وأن يحذروا ويحذروا من الخلط بين هذا وذاك" مضيفا: "الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين، ويضعُ الثقة بأعداء الله بدلا من الثقة بالوعد الإلهي، ويشن الحرب على الأخوة المسلمين بدلاً من مكافحة الصهيونية والاستكبار ويتحد مع أمريكا المستكبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى ليس بإسلام."
يشار إلى أن خصوم إيران في المنطقة يتهمونها بلعب دور كبير في الانقسامات المذهبية بالمنطقة، من خلالها دعم للمليشيات الشيعية في العراق وميليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني، إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تقول طهران إن دعمها يأتي في سياق وقوفها إلى جانب ما تصفه ب"محور المقاومة."