تحث شعار "السينما ملتقى للحوار وتلاقح الحضارات"، تنظم جمعية مهرجان الرباط الدولي للفنون والثقافة، في الفترة المتراوحة ما بين 24 و1 نونبر2014 بالرباط، الدورة العشرين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة. وينمّ اختيار هذا الشعار، حسب منظمي المهرجان، عن الأدوار المتعددة للفن السابع في نقل الحضارات المختلفة عبر الصوت والصورة في إبداع فني رائع، من نمط عيش للشعوب، وثقافتهم، وتنميتهم، وعاداتها وتقاليدها وموروتهم الثقافي والتاريخي، بهدف خلق الحوار والتلاقح والتعايش فيما بينهم، ومد جسور متنوعة ومتعددة في الزمان والمكان، خدمة لقضايا الإنسانية الفنية والثقافية والاجتماعية المتمثلة في التقدم والتنمية والحرية والكرامة.
واعتبر منظمو المهرجان، ان ما يميز هذه الدورة هو الاحتفال بالذكرى العشرين للمهرجان الذي راكم تجربة وخبرة احترافية لمدة 20 سنة في التنظيم، اللوجيستيك والعلاقات الخارجية، والقيام بعدد من التكريمات لشخصيات فنية وطنية وعربية ودولية لها رصيدها المحترم في مجال السينما بالإضافة إلى أنه كسب جمهورا نوعيا يتابع دوراته المتنوعة الهادف لترسيخ ثقافة سينمائية جديدة تواكب التطورات المعرفية والتكنولوجية الحديثة في مجال الفن السابع على الصعيد العالمي.
و اختارت إدارة المهرجان، يضيف ذات البلاغ، أن تكون السينما الاسبانية ضيفة شرف المهرجان هذه السنة، وذلك لما قدمته من عطاءات عديدة في مجال الفن السابع انطلاقا من الأفلام المتعددة والمتنوعة والتي استطاعت أن يكون لها حضور بارز في الساحة الفنية السينمائية العالمية، وباعتبار أن السينما الإسبانية واحدة من أهم السينمات الأوروبية، التي أنتجت ظواهر واتجاهات سينمائية كما هي حال السينما الإيطالية والفرنسية، وأعطت عددا كبيرا من السينمائيين المبدعين الذين تمتعوا بشهرة عالمية.
وهكذا ستكون السينما الاسبانية حاضرة في ثلاثة واجهات، الأولى من خلال المشاركة الرسمية في الجائزة الكبرى للحسن الثاني، ثم الواجهة الثانية في فقرة استرجاع بواسطة المخرج المتميز لوي نيوبل حيث يعرف على هذا المخرج جرأته القوية في طرح أسئلة محرجة وحارقة في المجتمع البورجوازي، ثم تناوله لمواضيع ذات راهنية بشكل عميق ولها حساسيات وخصوصيات معينة داخل المجتمعات كالدين على سبيل المثال، ومن أشهر أفلامه الجريئة التي قام بها مع صديقه لوركا "الكلب الأندلسي" في مرحلة السوريالية الثورية، حيث يمتاز هذا المخرجان بإيمان قوي بالقيم الإنسانية ويطرحان في أعمالهما الفنية مواضيع لايحكمها شئ سوى القيم الإنسانية.
كما ستكون السينما الاسبانية حاضرة بشكل قوي في المهرجان من خلال مائدة مستديرة حول سينما المخرج الاسباني بنويل ثم ندوة حول الإنتاج السينمائي المشترك بين المغرب واسبانيا التي سيشارك فيها الكثير من الشخصيات الدولية المختصة والغرف السينمائية والمخرجين المغاربة والاسبان والنقاد والمهتمين.
كما ستقدم هذه الدورة الفيلم الوثائقي المتميز "العائدون" لمخرجته تغريد سعادة، وهو فيلم يسلط الضوء على معاناة سكان الصحراء القاطنين في مخيمات اللاجئين بتندوف الجزائرية في رحلة العودة إلى الوطن المغرب من خلال شهادات حية لعدد منهم.
وينقل الفيلم (24 دقيقة) بالكلمة والكاميرا التي اقتربت كثيرا من نقل مشاعر بعض الصحراويين ورغباتهم وواقع حياتهم في محطات مختلفة ، كما يحاول أن يجيب عن أسئلة واستفسارات ساخنة تتناول بداية قضيتهم ومعاناتهم، ولماذا فضلوا العودة كخيار لإنهاء الصراع الذي امتد أربعين عاما والخروج من مأزق الشتات والبحث عن حل عادل ومقبول لقضيتهم.
وسبق للمخرجة تغريد سعادة الكندية من أصل فلسطيني أن أكدت أن الفيلم يركز على الجانب الإنساني في القضية التي فقدت بعدها السياسي من خلال ثلاث قصص لعائدين من مخيم تندوف، اثنتان لأشخاص كانوا يتبوؤون مواقع قيادية في جبهة البوليساريو أوضحوا أسباب ذهابهم بداية إلى مخيمات اللاجئين، وتحدثوا تاريخيا عن نزاع الصحراء من خلال وجهة نظرهم وماذا حصل هناك وما الذي دفعهم لاتخاذ قرار العودة للوطن.