قام التليفزيون الجزائري بتزوير خطير من أجل إظهار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصحة جيدة، وفي تدليس خطير على المشاهدين، تم فبركة فيديومونتاج للقاء بين بوتفليقة، الذي لا يتحرك من مكانه، وراشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي، وتم عمل كولاج بين لقاء سابق ولقاء لاحق، حتى لا يظهر بوتفليقة في حالة صحية متردية. لكن الذين يفهمون في العمل التلفزي يكتشفون بسرعة الخدعة ويتبين لهم أن العملية مجرد فبركة، ففي الصورة عن قرب يظهر بوتفليقة أمامه زهور وردية وهو يضحك، لكن في الصورة الملتقطة عن بعد وهي التي تمثل اللقاء الجديد، وضعوا له زهورا حمراء.
فما قام به التليفزيون الجزائري يعتبر خديعة مرفوضة، وهي يتم العمل بها في التحقيقات وليس في نقل الصور الخبرية، التي تكون من الواقع، لكن فبركة فيديو يعتبر جريمة في حق المشاهد، الذي يؤدي ثمن مشاهدته لتليفزيون بلد ملايير البراميل من النفط والغاز.
ونظرا للوضع المتردي الذي تعيشه الجزائر، ونظرا للوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، الذي انتخب لولاية رابعة في أبريل الماضي، دعا مرشح الرئاسة السابق علي بنفليس إلى الثورة الثانية للجزائريين، وذلك قصد التخلص من نظام سياسي معزول يعيش خارج زمنه.
وشن بنفليس الهجوم على الممسكين بالسلطة، في إشارة إلى قادة الجيش، الذين يعتبرون الحاكم الفعلي، بما يعني أن النظام في الجزائر في تحديداته السياسية هو نظام عسكري ذو واجهة مدنية يمثلها رئيس عبارة عن دمية غير متحركة.
وقال بنفليس إن مقولة الرجل المعجزة، كما قال مدير حملة بوتفليقة الانتخابية، التي أدارها عبر خدمة سكايب، مجرد خرافة، وأوضح أن دولة يتم حكمها بهذه الطريقة، هي دولة العصابات المتحكمة والعشيرة والزمرة، وليست دولة في خدمة الشعب.
والخطير هو الأسئلة التي طرحها بنفليس، وهي أسئلة محرجة للنظام الجزائري، إذ تساءل عمن يحكم الجزائر، ومن يقود الدولة فعليا لا شكليا ومن هو وماذا يفعل وما هي اختصاصاته؟
وفي الجواب عن هذه الأسئلة قال بنفليس لا أحد يعرف من يقود الدولة. فالدولة الجزائرية غائبة كمفهوم عصري، ولكن هناك وجود لنظام حكم، يمثله الجيش، وقادته هم من يختارون رئيس الدولة، أي يختارون الواجهة المدنية لهم.
في الصورة عن قرب يظهر بوتفليقة أمامه زهور وردية وهو يضحك، لكن في الصورة الملتقطة عن بعد وهي التي تمثل اللقاء الجديد، وضعوا له زهورا حمراء