عمدت قنوات تلفزية جزائرية إلى بث صور متحركة "مفبركة" لوصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ظهر يوم الثلاثاء، إلى بلاده بعد فترة علاج وإعادة تأهيل في فرنسا دامت أزيد من شهرين، حيث بدا في تلك الصور ينزل بشكل عاد من سلم الطائرة، ويقوم بتحية أعضاء حكومته بيسر وسلاسة. وتبين أن ما بثته قنوات تلفزية محلية من مشاهد عودة الرئيس الجزائري لا يعدو أن تكون صورا "قديمة" لوصول بوتفليقة إلى بلاده في مناسبات سابقة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول احتمال عودته إلى أرض بلده على كرسي متحرك، خاصة أن بعض المصادر أكدت بأنه "لم يتم تنظيم أية مراسيم رسمية لاستقبال بوتفليقة في المطار، كما تم استبعاد وسائل الإعلام عن تغطية حدث وصوله". وبالمقابل، بثت وكالة الأبناء الجزائرية الرسمية صورا لاستقبال الرئيس بوتفليقة من طرف كبار مسؤولي الدولة في القاعة الشرفية للمطار، يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال، وقائد أركان الجيش الشعبي الوطني أحمد قايد صالح. وقد ظهر بوتفليقة، في هذه الصور، مُجهَدا وتعبا من خلال تقاسيم وجهه، ولا يتحدث سوى بصعوبة، حيث أخذ الوهن من جسده الشيء الكثير، بخلاف الحيوية التي ارتسمت عليه في المشاهد "المفبركة" التي بثتها قنوات تلفزية جزائرية لما ادعت أنها مراسيم وصول للرئيس إلى مطار "بوفاريك" العسكري. وكانت الرئاسة الجزائرية قد أشارت، في بيان صحفي لها اليوم، بأن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عاد إلى الجزائر، الثلاثاء، بعد إنهاء فترة علاج وإعادة تأهيل حركي"، مضيفة بأن "الرئيس سيتابع فترة الراحة وإعادة التأهيل بالجزائر". ويؤشر البيان ضمنيا على أن بوتفليقة لم يستكمل بعد علاجه، وبأنه من المستبعد جدا أن تكون المشاهد التي بثتها قنوات تلفزية جزائرية هي للرئيس الجزائري، مادام الرجل مجبرا على متابعة فترة راحته وإعادة تأهيله في بلده. ووصف البعض بث قنوات جزائرية لمشاهد "قديمة" على أنها لقطات من وصول بوتفليقة، يوم الثلاثاء، إلى بلده عائدا من رحلة علاجية طويلة بفرنسا، بأنها تشبه برامج "الكاميرا الخفية" التي تبث عادة في القنوات العربي في شهر رمضان الكريم. وقال معلقون ظرفاء إذا كان المغاربة قد "فبركوا" الكاميرا الخفية، في إشارة إلى الضجة التي أثيرت حول إحدى حلقات برنامج "جار ومجرور" بالقناة الثانية، فإن الجزائريين فلحوا في "كاميرتهم الخفية" في "فبركة" مشاهد وصول رئيسهم إلى البلاد راجعا من رحلة استشفائية بفرنسا. وجدير بالذكر أن آخر ظهور لبوتفليقة خلال فترة مرضه كان يوم 12 يونيو، في نشرة التلفزيون الحكومي، وهو يتبادل أطراف الحديث مع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح اللذين زاراه بمستشفى "ليزانفاليد" بباريس.