كانت جبهة البوليساريو تحظى بدعم كثير من الجمعيات الإسبانية المعادية للمغرب، وينال أعضاؤها مكانة لديهم، بل إن الكثير من ممثلي البوليساريو كانوا يعيشون رغد الحياة، وكل ذلك من أموال المساعدات الموجهة لسكان المخيمات، لكن اليوم لم يعد الأمر كما كان من قبل، فقد بدأت تلك الجمعيات تنتفض ضد ممارسات الجبهة وقادتها. وفي هذا السياق نظمت عدة جمعيات اسبانية مدعمة للبوليساريو وقفة احتجاجية حضرها المئات من الأشخاص بساحة ميريدا باسبانيا مطالبين بتوقيف إحدى ممثلات البوليساريو فاطمة ابراهيم باسبانيا وبالكشف عن مصير الأموال الطائلة التي تلقتها كإعانة من بلدية المدينة ومن بعض الجمعيات الإنسانية باسبانيا.
وشجب المشاركون في ذات المظاهرة التي شارك فيها أيضا العديد من أطفال المخيمات صمت السلطات المسؤولة بالمدينة وطالبوا القضاء الاسباني بالتحرك للتحقيق في خروقات بالجملة ترتكبها هذه التمثيليات على التراب الاسباني مستغلة برنامج ما يسمى بعطل السلام لمراكمة ثروات على حساب معاناة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم بمخيمات تندوف.
واتهمت تقارير إعلامية إسبانية البوليساريو وممثليها بالاغتناء على حساب المساعدات التي تقدمها هده الجمعيات، مؤكدة أن العديد من قيادات الجبهة المقيمين في أوربا أصبحوا يمتلكون عقارات فخمة وحسابات بنكية بأرصدة مالية مهمة. وأشارت التقارير نفسها إلى منطق الولاءات والقرابة كمعيار لتوزيع "الغنائم الإنسانية" وكذا في تعيين ممثلي بوليساريو في عواصم الدول الأوربية الداعمة للجبهة، كاشفة أن انعدام المسؤولية والمحاسبة تسبب في خلق وضع التسيب الحالي الذي تعرفه هذه التمثيليات واستغلال المناصب من أجل نهب المساعدات الموجهة للصحراويين بمخيمات تندوف جنوبالجزائر.
وكان تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش كشف تلاعب عناصر من البوليساريو بالمساعدات التي تتلقاها من منظمات مدنية ودولية لفائدة المحتجزين الصحراويين، متهمة قيادة الجبهة بالاغتناء من وراء هذه المساعدات الإنسانية، عن طريق القيام بتحويلها والاستفادة من عائداتها المالية لاقتناء الأسلحة وكذا ممتلكات عقارية شخصية على الخصوص بجزر كناري وباقي المدن الإسبانية.
وكشف التقرير، الذي أنجز خلال ستة أشهر واستعمل فيه الباحثون العاملين في المركز وسائل متطورة ذهبت حد إخفاء بطاقات خاصة بتحديد المواقع في حاويات موجهة إلى تندوف، وجود جهات تستفيد من هذه المساعدات. كما كشف تقرير المكتب الأوربي لمكافحة الغش أن الغموض المتعمد بخصوص العدد الفعلي للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات تندوف، يسمح بجميع التجاوزات، وفي مقدمتها عمليات تحويل المساعدات الموجهة إليهم.
وبهذا يكون السحر قد انقلب على الساحر، وشرع ممولو الانفصاليين في محاسبتهم، وقد تتم متابعتهم ومحاكمتهم، وتتحول فنادق خمسة نجوم والإقامات الفاخرة إلى غرف في السجون الأوروبية، كما قسمت هذه المساعدات والفضائح المرتبطة بها قيادة البوليساريو.