يوما عن يوم يزداد العالم يقينا بأن مصلحة الصحراويين في الاندماج التام مع وطنهم الأم المغرب، والإنهاء مع مرحلة الابتزاز السياسي للمغرب بخصوص صحرائه، وضرورة أن يتحرك المنتظم الدولي لوضع حد لمحنة المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف والذين يرغب جلهم في العودة إلى بلدهم باستثناء المرتزقة، الذين يستغلون محنة هؤلاء في سرقة المساعدات الإنسانية. ولقد تفطنت الكثير من وسائل الإعلام للعبة اللوبي الجزائري، الراعي الرسمي للجمهورية الصحراوية الافتراضية، والذي يصرف الملايير من عائدات النفط على المؤامرة ضد المغرب، بينما يعيش أبناؤه صقيع الجوع والبطالة وغياب البنيات التعليمية والصحية وغياب بنيات التشغيل.
وأصبحت المقالات تأتي من كل أنحاء العالم موضحة الحقائق على أرض الواقع، والفرق بين ما يعيشه الصحراويون في الأقاليم الجنوبية للمغرب والمحتجزين في مخيمات تندوف الجزائرية.
وفي هذا السياق كتبت الجريدة الإلكترونية الإسبانية (سيغلو 21)، أخيرا أن الحقائق "التاريخية والسياسية وكذا الاقتصادية" تؤكد "السيادة التي لا جدال فيها" للمغرب على صحرائه. وأضافت اليومية الإلكترونية في مقال بعنوان "لماذا الصحراء مغربية؟"، قدم فيه الصحفي لويس أغيرو فاغنر مختلف جوانب النزاع المفتعل حول هذه الأراضي، أن "التاريخ والواقع يؤكدان بما لا يدع مجالا للشك أن الصحراء مغربية"، وأن حجج الأطراف الأخرى "واهية وسخيفة على أقل تقدير".
وبحسب كاتب المقال، فإن نزاع الصحراء ليس سوى نتيجة للاستعمار الإسباني لجنوب المغرب ودعم الدولة الجزائرية لانفصاليي "البوليساريو" بهدف خلق "دويلة وهمية" والحصول على معبر للمحيط الأطلسي، مبرزا أن الروابط الروحية والبيعة بين السلطة المركزية المغربية والأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية عريقة وتعود لقرون عدة.
وبعد أن أشار إلى أن المغرب "بلد استراتيجي" في شمال إفريقيا، وله سلطة على جهة الصحراء منذ قيام الدولة المغربية، انتقد هذا الصحافي "الرؤية الاستعمارية" لبعض الدول الأوروبية تجاه قضية الصحراء. كما شكك في "المصالح" التي تحرك "نشطاء المنظمات غير الحكومية التي تدعي الدفاع عما تسميه إثارة الغير"، مشيرا إلى أن محمد عبد العزيز وأتباعه لا تهمهم سوى "مصالحهم، وذلك عبر الاستفادة من محنة" سكان مخيمات تندوف.
وليس غريبا أن تقف جريدة إسبانية على حقائق الوضع، خصوصا وأن إسبانيا هي البلد المستعمر، وهي التي حاولت بكل جهدها أن تنزع الصحراء عن المغرب، مع علمها التام أنها مغربية، وحاولت شراء الصحراويين من أجل تأسيس دويلة في الصحراء، لكن الصحراويين الشرفاء ذلك ولم يقبلوا بغير الاستقلال التام عن إسبانيا والالتحاق بالوطن الأم وطن التاريخ والجغرافية والانتماء الديني.
ولم تنس الجريدة انتقاد النشطاء الصحراويين، الذين وصفتهم بأنهم مجرد كراكيز تحركهم أيادي خفية هدفها زعزعة استقرار المغرب والتشويش على خياراته في التقدم الاجتماعي والديمقراطي.