أسدل ، الستار مؤخرا، على فعاليات الملتقى التلاميذي الأول للإبداع والثقافة، الذي نظمته نيابة وزارة التربية الوطنية بسلا، وعلى مدى أسبوع ، تحت شعار "الأنشطة الدمجية دعامة أساسية في تنشئة التلميذ". وقد تميزاليوم السادس من هذه التظاهرة، تكريم الأخوين مسناوي، كرمزين من رموز الأغنية والنشيد الخاصين بالطفولة والشباب. وتضمن هذا اليوم أشغال ندوة حول موضوع الأنشودة التربوية، حضرها المحتفى بهما وسط ثلة من الوجوه الفنية والثقافية والإعلامية. وقد رصدت الورقة التقديمية، التي تقدم بها الشاعر الميراني، الذي سير اللقاء، أهم المحطات التي عرفتها رحلة الأخوين مسناوي منذ بداية السبعينات، في مسار تأسيس وترسيخ الأغنية التربوية وطنيا، والتي راكما من خلالها العديد من التجارب الإبداعية تأليفا ولحنا، ليصل "ريبيرتوار"هذا الثنائي الفني لأزيد من حوالي 100عمل، موزع بين الأغنية والنشيد والعمل الاستعراضي. و اعتبر الأستاذ الميراني المبدعين المسناوي هرمين فنيين.ففريد وعبدالناصر يمثلان ذاكرة فنية حية هرمين فنيين الساحة الفنية.وهما بالإضافة يتميزان بالتكامل المبهر: ففريد يمتاز بإبداعيته في مجال التأليف والكتابة، فيما ينفرد عبد الناصر بتميز إنتاجه في مجال الكتابة والتأليف الموسيقيين، ليشكلا فارسين من فرسان الأنشطة التربوية وتأليف وتلحين الأناشيد التربوية الهادفة. أما على مستوى التنشيط والتكوين، فقد كرسا حيزا كبيرا من اهتمامهما للتأطير بالجمعيات والمؤسسات الثقافية والشبابية، منتجين العديد من الأشرطة السمعية والبصرية، التي تعالج مجموعة من الموضوعات التربوية الهادفة، إضافة إلى إعدادهما لديوان خاص بأناشيد الطفولة والشباب، شعرا وكتابة ورسما معبرا، و ديوان زجلي مخطوط للأستاذ فريد. كلمة الميراني اعتبرت "الظاهرة المسناوية"جبهة مقاومة ضد الرداءة، مشيرا إلى أن عضوي هذا الثنائي ظلا يربطان في إبداعهما بين المحلي والوطني والكوني والقومي والإنساني في انسجام كبير. لتخلص الورقة إلى أن، تميز هذه التجربة يكمن في توجهها للطفل خاصة، علما أن هذا النوع من الإبداع موسوم بالصعوبة القصوى، وهو التحدي الذي تبناه هذا التوأم السيامي، حسب توصيفه. فالمدرسة المسناوية كما أسماها الميراني استطاعت بالتالي أن تملأ فراغا مهولا على مستوى التأليف بشقيه. ومن جهته، أشاد فريد المسناوي بالتفاتة التكريم التي قامت بها النيابة، وهو ما اعتبره إضافة نوعية لسلسلة من المبادرات التكريمية، التي صدرت لفائدتهما عن عدة جهات وهيأت. ثم عرج على جرد لتاريخ الأنشودة بالمغرب، فربط بداية هذه الممارسة بالمخيمات التي كان ينظمها الفرنسيون في فترة الحماية. حيث تمت في البداية ترجمة تلك الأناشيد، لتعقبها أناشيد عهد الكفاح التي كانت تتضمن رسائل وطنية، قامت بدور المنشورات المحظور توزيعها، لتتعزز الساحة بأسماء وازنة في فترة الاستقلال وضمنهم تجربة الأخوين مسناوي، التي جمعت بين إبداع أغاني وأناشيد الأطفال والشباب والتأطير الفني والتربوي، وهي التجربة الطويلة التي أعطت حصيلة هامة، ومساهمة تلفزيونية فعالة، آخرها مشروع إنتاج بالرسوم المتحركة. أما الأستاذ عبد الناصر المسناوي، فقد قدم عرضا أكاديميا، قدم في بدايته مختلف التعريفات المعتمدة للنشيد التربوي، ليعرج بتفصيل على العناصر الفنية المكونة له، من كلمة ولحن وإيقاع.كما تضمنت مداخلته تحديدا علميا لأنواع الأصوات وأصناف الأناشيد وموضوعاتها وأغراضها. ملخصا في النهاية أدوار وأهداف النشيد، التربوية والجمالية والاجتماعية. وقد قدم الأخوان مسناوي، خلال الندوة نماذج من إبداعاتهما، أثارت إعجاب وتصفيقات الحضور النوعي، من مهتمين وعشاق الكلمة الجميلة، الذين امتلأت بهم جنبات قاعة العروض بمقر النيابة، ليفسح المجال أمام تدخلات الحضور الذي تابع باهتمام أشغال الندوة. فتوزعت التدخلات بين شهادات وفاء واعتراف بقيمة هذين المبدعين وأهمية القيمة المضافة التي يمثلها إنتاجهما الغزير، والنداءات الحارة لإعادة رد الاعتبار وتطوير هذا النوع من الممارسة الفنية وتكريم رواده، لينتهي اللقاء بإجماع الحاضرين على ضرورة تفعيل عدة توصيات، من بينها الدأب على استدعاء الأخوين مسناوي للقاءات متنوعة ، يحضرها المهتمون والناشئة ، وتوالي إقامة حفلات تكريمية لهما، إضافة إلى العمل على توزيع إنتاجاتهما الفنية في المؤسسات التعليمية، ليستفيد منها المؤطرون والمتعلمون على السواء.