-تم، اليوم الخميس بالخرطوم، التوقيع على مذكرة تفاهم بين المغرب والسودان في المجال القضائي. وتهدف المذكرة، التي وقعها عن الجانب المغربي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، السيد مصطفى مداح، وعن الجانب السوداني، المدعي العام للجمهورية السيد عمر أحمد محمد، إلى تعزيز أواصر التعاون بين النيابتين العامتين في البلدين عبر تبادل الزيارات والخبرات والقوانين والنشرات.
وتستهدف المذكرة، التي تندرج في إطار التعاون القضائي القائم بين النيابة العامة في كلا البلدين، إغناء وتطوير تجربتي المؤسستين القضائيتين المذكورتين في المغرب والسودان بنحو يساهم في تحسين أدائهما خدمة للقضاء بشكل عام.
وكان السيد مصطفى مداح، الذي يرافقه المحاميان العامان بمحكمة النقض السيدان مصطفى عامر وعبد العالي المصباحي، قد استقبل من طرف وزير العدل السيد محمد بشارة دوسة، حيث جرى استعراض أوجه التعاون القضائي بين البلدين، وما يقوم به المغرب من جهود من حيث تمكين الطلبة السودانيين من متابعة دراستهم وتكوينهم على المستوى القضائي، قبل تقديم عرض بشأن اختصاصات الوكيل العام للملك في محكمة النقض وكذا التنظيم القضائي بصفة عامة.
كما استقبل الوفد القضائي، خلال هذه الزيارة للسودان التي تأتي بدعوة من المدعي العام للجمهورية، من طرف رئيس المجلس الوطني (البرلمان)، السيد الفاتح عز الدين، حيث تم التطرق للعلاقات المغربية السودانية العريقة والراسخة من مختلف جوانبها.
وتداول الوفد مع كل من رئيس السلطة القضائية بالمحكمة العليا ورئيس الشرطة بالسودان، ونقيب المحامين بالخرطوم، بشأن عدد من المعطيات القانونية خاصة تلك المتعلقة بتحريك الدعوى العمومية والإجراءات المسطرية المواكبة لها، والدور المنوط بالمحامي وممثل النيابة العامة في الدفاع عن الحقوق وإرساء أسس العدالة الاجتماعية في المجتمع.
وقام الوفد المغربي، الذي حل بالسودان يوم الأحد الماضي، بزيارة لمقر الزاوية التيجانية بمدينة أم درمان التي تعتبر امتدادا للزاوية التيجانية الأم بالمغرب، حيث أكد مريدو هذه الزاوية ارتباطهم الوثيق بالمذهب المالكي، وحرصهم الشديد على اعتماد نهجه كما نقله الأجداد من المغرب إلى السودان، قبل أن ترفع أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ولكافة أفراد أسرته الشريفة، مشيدين بما يقوم به جلالته من جهود حثيثة في سبيل ترسيخ الدين الإسلامي الحنيف على الصعيد القاري وبالتالي إظهار الإسلام على حقيقته كدين ينبذ العنف ويدعو إلى اعتماد قيم الوسطية والاعتدال المتمثلة أساسا في التسامح والتضامن والتآزر.