انتهت كل المعارك وحرب الألقاب بين عبد الاله بنكيران، زعيم العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار، وذابت الخلافات وسويت الأمور خلال زيارة قام بها مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار مساء السبت إلى مقر حزب المصباح المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وتعانق مزوار و بنكيران، وتصافحا وصرحا أن خلافاتها أصبحت من زمن الماضي، فزمن معركة الانتخابات وزمن الانتقادات والتصريحات النارية من الجانبين ولى.
في إشارة إلى انتهاء حرب "داحس والغبراء" بينهما دون رجعة، واختار كل واحد من موقعه أن يكون مؤثرا وفاعلا من أجل خدمة الوطن والمواطنين.
والحرب لم تكن مستعرة بين بنكيران ومزوار فقط، وإنما اشتعلت منذ سنوات، منذ أن التحق حزب اسمه "الأصالة والمعاصرة" بالساحة السياسية .
ومنذ ذلك الحين وبنكيران "شاعل"، لكن لقاء ليلة السبت الماضي الذي جمع بنكيران بالشيخ بيد الله أطفأ لهيب الحرب الشرسة، وأنهت حقبة المكائد بين الحزبيين والقياديين.
وخرج بنكيران من اللقاءين، كالمنتصر من المعارك التي تذكرنا بالأيام الخوالي وتعيدنا إلى حقبة الجاهلية بحروبها التي ما تزال تحفظها الذاكرة كحرب داحس والغبراء.
ولمن لا يعرف ولم يسبق له أن قرأ عن هذه الحرب الخسيسة، فداحس والغبراء هي حرب من حروب الجاهلية كانت بين قبيلتي بين عبس وذبيان.
و داحس والغبراء: هما اسما فرسين وقد كان داحس حصانا لقيس ابن زهير، و الغبراء، فرسا لحمل ابن بدر، اتفق قيس وحمل على رهان قدره مائة من الإبل لمن يسبق من الفرسين.
وكانت المسافة كبيرة تستغرق عدة أيام تقطع خلالها شعب صحراوية وغابات، أوعز حمل ابن بدر نفر من أتباعه، يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم : إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء ... فلما فعلوا تقدمت الغبراء.
حينما تكشف الأمر بعد ذلك، اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان التي عرفت باسم داحس و الغبراء.
وحرب داحس والغبراء من أشهر الحروب وأوسعها في العصر الجاهلي، وقد استمرت تلك الحرب قرابة الأربعين سنة، بين عبس وفزارة، وهم أبناء عمومة، وقد امتدت الحرب حتى شملت غطفان وغيرها.