أبرز الخبير في التحليل الجيو سياسي بالفرع الإقليمي لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية بدكار عبد اللطيف أيدارا أن المغرب، الغني بمرجعية حقيقية لحقوق الإنسان، يعتبر جزيرة للاستقرار والسلم وسط محيط عربي يخضع بشكل شبه مستمر للثورات و"الربيع العربي". وصرح الخبير السنغالي لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المملكة، وبفضل عبقرية وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا تفتأ عن السهر على تلبية حاجيات مواطنيها، مع ممارسة إدارة وسيادة جديرتين بهذا الإسم في مجمل ترابها.
من جهة أخرى، أعرب أيدارا، وهو أيضا مدير منتدى "البيئة الأمنية للدول"، عن أسفه لوجود العديد من المناورات بشأن قضية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة، قائلا إنه تم توظيف هذه القضية فقط للإساءة لصورة المملكة التي حققت تقدما كبيرا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وكذا تقوية الديمقراطية.
وأبرز أن أولئك الذين "يتعاطون لهذه اللعبة القذرة" يدركون تماما أن المغرب أنجز الكثير في حقوق الإنسان وأنه جد متقدم في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، أبرز أيدارا الدينامية الدبلوماسية لجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن جلالته ملتزم بتحقيق المزيد من الإصلاحات والحريات والديمقراطية والتنمية الكفيلة بالارتقاء بالمملكة إلى مصاف الديمقراطيات الكبرى في العالم.
وأشاد أيضا بالإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في أقاليمه الجنوبية، التي تعيش منذ سنوات على إيقاع الوتيرة المتسارعة للمشاريع الكبرى المهيكلة، مسجلا أن مبادرة الحكم الذاتي لهذا الجزء من التراب المغربي التي تقدمت بها المملكة، تظل البديل الوحيد الممكن لإخراج هذه المنطقة من الأزمة.
وشدد على أن "المشكل المفتعل حول الصحراء المغربية ينبغي تسويته فورا" لأنه لا يرهن فقط الأمن في المغرب، وإنما في محيطه المجاور وفي مجمل منطقة إفريقيا الغربية، مذكرا أنه لهذا السبب، تدرك جميع البلدان الغربية الجادة اليوم بوضوح أهمية التوصل إلى حل فوري لهذا النزاع، مسجلا أن هذا الحل موجود أصلا ولا يمكن تصوره إلا في إطار مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس.
وبالمقابل، أشار الخبير السنغالي إلى أن استمرار الانتهاكات الصارخة والمتكررة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، من شأنه تهديد الاستقرار والأمن في مجموع المنطقة، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤوليته الكاملة لوضع حد للمعاناة الطويلة للمغاربة المحتجزين في سجون "البوليساريو".
وأبرز أيضا أن مخيمات تندوف أضحت المكان الرئيسي لتجنيد الإرهابين في شمال مالي ومناطق الصحراء، مذكرا بأن الروابط القائمة بين تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي و"البوليساريو" موجودة فعلا ومثبتة، مضيفا أن "من البديهي أن مخيمات تندوف أضحت حقلا للإرهاب الدولي، وقاعدة خلفية لكافة الإرهابيين المتورطين في الجرائم التي يرتكبها تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي في شمال مالي".
وخلص أيدارا إلى أنه من غير المقبول أن يواصل أعداء الوحدة الترابية للمغرب توظيف مسألة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة فقط للإساءة لصورة المملكة، التي ليس عليها تلقي دروس من أي كان في هذا المجال، في الوقت الذي يخيم فيه في الواقع تهديد للأمن والاستقرار بالمنطقة.