أكد المدير العام للفرع الإقليمي بدكار لمركز الدراسات الدبلوماسية والإستراتيجية الموجود مقره في باريس ، بوباكر ديالو، أن الخطوات التي قطعها المغرب في مجال الدفاع والنهوض بحقوق الإنسان مكنته من استباق" الربيع العربي" والاستمرار على درب تعزيز البناء الديمقراطي. وشدد ديالو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عزم المملكة على مواصلة طريقها بهدوء نحو تحقيق مزيد من الديمقراطية والتقدم، يشكل دليلا ملموسا على عبقرية صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وقال إنه منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، يلاحظ ذلك التقدم الايجابي المسجل على مستوى حقوق الإنسان ، مشيرا إلى أن دينامية التغيير هذه بدأت تبرز في المغرب منذ خمسة عشر عاما.
ولاحظ ديالو أن أي شخص سليم النوايا قادر اليوم على إدراك حقيقة كافة الانجازات التي جعلت من المغرب بلدا عريقا في التسامح والانفتاح وذا ثقافة متجذرة في مجال الحريات وحقوق الإنسان.
وفي ما يخص التقدم الذي حققه المغرب، أشاد السيد ديالو بالقرار الذي صادقت عليه المملكة مؤخرا والمتعلق بإلغاء متابعة المدنيين أمام المحاكم العسكرية كيفما كان نوع الجرائم التي ارتكبوها.
وأكد ديالو، الذي يتولى أيضا منصب المدير العام للمدرسة الإفريقية للذكاء الاقتصادي والاستراتيجي، أن هذه المبادرة الجديدة تشكل خطوة أخرى "مهمة جدا " على درب تعزيز البناء الدموقراطي بالمغرب.
ولم يفت الخبير السينغالي بهذه المناسبة أن يبرز الجهود المبذولة للنهوض بحقوق المرأة وإرساء ثقافة حقيقية لحقوق الإنسان والحريات في الأقاليم الجنوبية، حيث تعمل المملكة على إيجاد حلول مناسبة للمتطلبات ذات الأولوية بالنسبة للساكنة.
وقال في هذا الإطار، إن " الشيء الأكثر أهمية في مجال حقوق الإنسان هو القدرة على الاستجابة للتطلعات الأساسية للساكنة في مجال الرفاهية والازدهار والأمن، وهو ما يلتزم به المغرب على كافة المستويات"، معربا عن قناعته بأن المغرب سيشهد في المستقبل خطوات أخرى في مجال النهوض بحقوق الإنسان.
وندد، من جهة أخرى، بالتمادي في استغلال ملف حقوق الإنسان بهدف الأضرار بالمغرب لأسباب "سياسوية محضة" أو لدواعي لا علاقة لها بالمتطلبات الأساسية للساكنة.
وأكد أن المملكة ليست في حاجة لتلقي دروس من أحد في مجال النهوض بحقوق الإنسان، مضيفا أنه في الوقت الذي يتم فيه التفكير في استغلال قضية حقوق الإنسان، فإن المغرب يقوم بشكل ملموس وفي احترام لكرامة وأمن الأشخاص بوضع كافة السبل الممكنة حتى تتم الاستجابة على كافة المستويات لتطلعات المواطنين حيث ما كانوا من طنجة إلى أقصى الجنوب.
وأبرز ديالو، في هذا الصدد، وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية التي تقدم بها المغرب، وذلك بفضل تبصر وحكمة جلالة الملك، مضيفا أن هذا المخطط يشكل دليلا ساطعا آخر على ما تم تحقيقه من طرف المغرب في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان.
وشدد المحلل الجيو-سياسي على أن هذا المخطط الذي اقترحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يشكل البديل الوحيد الممكن لإيجاد حل عادل لهذا المشكل الذي يتعين أن يكون حله بالمغرب، بدون تدخل دولي أو أجنبي .
ودعا ديالو، من جهة أخرى، المجتمع الدولي إلى النظر إلى ما يقع بمخيمات تندوف في مجال الانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان، مضيفا انه لا يوجد هناك أدنى سبب لاحتجاز مواطنين مغاربة ضد إرادتهم من أجل خلق كيان وهمي مصطنع، "لا وجود له ولا يوجد سبب لوجوده".