عملية التفتيش المهينة التي تعرض لها صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بمطار شارل دوغول بالعاصمة باريس، من طرف الشرطة الفرنسية لا يمكن ادراجها إلا في إطار ردود الفعل الفجة من طرف فرنسا التي لا تليق ببلد الانوار وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان.. كما ان ما تعرض له مزوار من إجراءات تفتيش مهينة، عند توقفه بمطار شارل دوغول في طرق عودته إلى المغرب من العاصمة الهولندية لاهاي، لن يزيد إلا في تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين لأن إخضاع وزير الشؤون الخارجية المغربي بذاك الشكل المهين يعد خرقا سافرا ومقصودا لكل الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا..
وفي هذا الاطار وجب التذكير بالاتفاقية الدولية الخاصة بالبعثات الخاصة للعام 1969 التي تنص في بندها الثاني من المادة 21 على انه "إذا اشترك رئيس الحكومة ووزير الخارجية وغيرهما من ذوي الرتب السامية في بعثة خاصة للدولة الموفدة، فإنهم يتمتعون في الدولة المستقبلة أو في أية دولة ثالثة بالتسهيلات والامتيازات والحصانات المقررة في القانون الدولي بالإضافة ما هو ممنوح منها في هذه الاتفاقية"..
وإذا كان رومان نادال، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية، قد صرح اليوم بباريس ان وزير الخارجية لوران فابيوس اتصل بنظيره المغربي صلاح الدين مزوار لتقديم اعتذار السلطات الفرنسية، فإن ذلك لن يشفع لفرنسا خاصة ان الشرطة تعاملت بشكل فج وغير لائق مع الوزير المغربي ولم يتردد أفرادها في إرغام مزوار على نزع معطفه وحزامه وحذائه وجواربه، بالإضافة إلى تفتيش حقيبته وكل أغراضه الشخصية ، رغم ان مزوار قام باخبار أمن المطار بأنه وزير خارجية في مهمة رسمية وقدم جوازه الديبلوماسيلهم دون ان يثنيهم ذلك على الاستمرار في اقتراف فعلتهم المشينة تلك....
كما ان هذا الحادث اعتبره مرافقو مزوار غريبا وسابقة في مجال العمل الديبلوماسي، إذ ان صفة وزير الخارجية ورئيس ديبلوماسية بلد صديق كالمغرب لم تشفع له صفته بالظفر بمعاملة لائقة، ووصفوا ما وقع بأنه عمل مقصود يضرب في العمق مقتضيات اتفاقية فيينا لسنة 1961..
ان ما وقع لمزوار بمطار شارل دوغول إهانة له وللمغرب ككل باعتباره ممثلا رسميا له في الخارج، وبالتالي فإن فرنسا او بعض المسؤولين بها على الاقل يتمادون في ممارسة بعض الممارسات المشينة في تناقض تام مع ادبيات الدبلوماسية الدولية وكل ما هو متعارف عليه من طرف المنتظم الدولي حول الامتيازات والحصانات الدبلوماسية وواجب الاحترام الذي يجب تخصيصه للمسؤولين الرسميين والممثلين للدول اثناء تواجدهم ببلدان أخرى..