جدد الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية في مصر، رفضهم لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسلَه وصحابة الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم)، قائلا: "إن هذه الأعمال تتنافَى مع مَقامات الأنبياء والرُّسل، وتمس الجانب العقديَّ وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين". وأعلن الأزهر، في بيان له، اليوم الخميس 6 مارس 2014، "عدم جواز عرض الفيلم الذي أعلِن عن عرضه قريبا عن شخصية رسول الله نوح (عليه السلام)، والذي يتضمن تجسيدًا لشخصيته".
وأوضح الأزهر، أن "هذا أمر محرم شرعًا، ويمثل انتهاكًا صريحًا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور، وأن الأزهر الشريف باعتباره المرجعية في الشؤون الإسلامية يطالب الجهات المختصة بمنع عرض الفيلم".
وكانت دور العرض المصرية قد اعلنت عرض الفيلم الأمريكي "نوح" الذي يتناول القصة التوراتية لنبي الله "نوح"، بتقنية ال3D، 26 في 28 مارس الجاري، إلا أن مؤسسة الأزهر الشريف عارضت عرض الفيلم، ونسبت بعض المواقع الإلكترونية تصريح لمستشار شيخ الأزهر محمد مهنا، قال فيه: "الفيلم عبارة عن كفر يتجسد في هيئة كل من يشاهده".
تصريحات "مهنا" دفعت الناقد الفني طارق الشناوي، للهجوم على الأزهر، وقال إن الأزهر ك"مؤسسة دينية" تحتاج إلى ثورة تقوم بها على نفسها، حتى يتسنى لها مواكبة العصر، لأن الأصل في الأشياء هو "الإباحة وليس المنع"، مؤكدًا أن الفيلم سيعرض في مصر عاجلا أو أجلًا.
تصريحات "الشناوي" أثارت غضب "مهنا"، الذي قال موجها حديثه ل"الشناوي": "لولا الأزهر الذي يتحدث بالقرآن والسنة، لعبد الناس الأوثان إلى يومنا هذا"، نافيًا ما نسبته له المواقع الإلكترونية من اعتباره أن "الفيلم كفر"، إلا أنه اعتبر أن "من يشاهد الفيلم آثمًا".
ورفض "مهنا"، في تصريحات تليفزيونية، تجسيد الأنبياء، لأن "من يجسدهم هم مجموعة من البشر، يشربون الخمر، ويرتكبون المعاصي ليلًا ونهارًا" على حد قوله.
ووقف بجوار "مهنا" في رفض الفيلم، الدكتور محمد شحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي أكد أن «الأنبياء قوم معصومون ولا يجوز تمثيلهم، وإن أراد العالم أن يستفيد من التقنيات الحديثة، فلماذا الإصرار على التجسيد؟!.. لماذا لا يظهر النبى في شكل نور أو يشار إليه فقط عن طريق الصوت؟».
بينما رأى المفكر الإسلامي عبد الفتاح عساكر، أنه لا مانع من تجسيد الأنبياء، لكن بشروط أولها: التعليم والثقافة، والتعرف على الأنبياء، وتقديم رؤية جديدة لحياتهم الأنبياء، مشددا على ضرورة عدم ظهور الممثل الذي يجسد دور النبى في أي عمل فنى آخر.
من جانبه، قال الشيخ إبراهيم أبو العلا، إمام مسجد "الظاهر بيبرس"، إنه "لا مانع من عرض الفيلم طالما أنه لا يسيء للإسلام أو لنبي الله نوح"، متسائلا: "لماذا نحتكر الدين؟.. لماذا نحكتر الإسلام؟.. لماذا لا يعلم العالم أجمع كيف كانت حياة الأنبياء؟".
يشار إلى ان فيلم "نوح" من إخراج دارين أرنوفسكي، وبطولة راسل كرو، جينفر كونلي، أنطوني هوبكنز وإيما واطسون، ومن المقرر طرحه سينمائيًّا في 28 مارس الجاري، حسبما ذكر موقع "هوليوود ريبورتر" السينمائي، الذي أشار إلى أن شركة "بارامونت" قررت طرح فيلمها الجديد Noah، الذي يتناول القصة التوراتية لنبي الله "نوح"، بتقنية ال3D، وذلك في 65 دولة، ليس من ضمنها الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتشمل قائمة الدول التي سيعرض فيها الفيلم ثلاثي الأبعاد روسيا، الصين، وكل دول أمريكا الجنوبية، وأغلب الدول الأوربية، وفي المقابل سيعرض ثنائي الأبعاد فقط في أمريكا، المملكة المتحدة، فرنسا وأستراليا.
وأوضح الموقع أن الشركة تحاول رفع إيرادات الفيلم وتعامل المشاهدين معه، ولذلك قررت تحويله ل3D في اللحظات الأخيرة، نظرًا للجاذبية التي تمثلها الأفلام الثلاثية الأبعاد حول العالم في الفترة الحالية.