ما هي الرسائل التي تريد السلطات الجزائرية تمريرها للمنتظم الدولي؟ وما ذا تريد ان تقول للسلطات الروسية، التي لم يعد لها من وقت تضيعه بعد استفحال الوضع في اوكرانيا والذي يهدد بفقدان هذا البلد الذي تعتبره روسيا معقلا لها في مواجهة الغرب؟ ويأتي طرح هذه الاسئلة وغيرها كثير، عقب خبر نشر بوسائل الاعلام الجزائرية وتلقفته بعض الوكالات العربية والدولية ، مفاده ان وحدات متخصصة من الجيش الوطني الشعبي الجزائري وضعت يدها على شحنة صواريخ جديدة، حاول إرهابيون تهريبها من ليبيا إلى شمال مالي مرورا بالجزائر والنيجر...
واوضحت ذات المصادر ان "وحدة متخصصة من الجيش الوطني الشعبي، بالتعاون مع الدرك الوطني، تمكنت، فجر الأحد الماضي، من حجز 30 صاروخ كاتيوشا، حاول إرهابيون من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب تهريبها إلى شمال مالي، بالإضافة إلى 17 صاروخا أرض جو من نوع ستريلا الروسي..."
ما يثير في الخبر هو تركيز السلطات الجزائرية على أن مصدر السلاح روسي، حيث اكدت ان صواريخ أرض جو ال17 هي المحجوزة هي من نوع ستريلا الروسي، فضلا عن 30 صاروخ كاتيوشا، ومن المعروف ان هذا النوع من قاذفات الصواريخ (كاتيوشا بالروسية: Катюша) هي نوع من المدفعية الصاروخية السوفياتية الصنع..
ثم لماذا لم تستعمل هذه الصواريخ من قبل من طرف القاعدة؟ وهل روسا هي التي تمول الجماعات الاسلامية؟
ان ما يعرفه الجميع هو ان روسيا صديق ومزود للأسلحة للجيش الجزائري في المنطقة بكاملها، فكيف اذن تتحول إلى ممول للارهاب؟
ويرى بعض المتتبعين ان قول السلطات الجزائرية ان هذه القافلة تتكون من سيارات رباعية الدفع وشاحنتين عابرتين للصحراء، تحاول التسلل إلى مالي من ليبيا عبر ممر صحراوي يقع بشمال مدينة غات الليبية ، هو محاولة من السلطات الجزائرية لإيهام المنتظم الدولي بان كصدر الارهاب وتمويله يأتي من الاراضي الليبية وان الجزائر لا علاقة لها بما يقع في المنطقة وما قامت به وتقوم به من تمويل ودعم لبعض التنظيمات الارهابية في شمال مالي والنيجر وهي جماعات انكشف امرها خلال الازمة المالية، كما اتضح ان هذه المجموعات لها علاقات وطيدة مع عصابات البوليساريو، وهي اشياء تريد الجزائر ان تتستر عنها وتريد اقناع المنتظم الدولي بمناوراتها..