يسود ترقب كبير الاوساط العسكرية والسياسية في الجزائر بخصوص ما سيكشف عنه الرجل الاول المريض في الجزائر عبد العزيز بوتفليقة، الذي قالت صحف اليوم أنه سوف يلقي خطابا هاما على شاشات التلفزة.. وقالت جريدة الشروق، المقربة من الاوساط العسكرية المخابراتية في الجزائر، ان بوتفليقة سوف يلقي خطابا يرشح فيه نفسه للانتخابات، كما سيعلن عن اسرار امراضه التي لازمته الفراش لمدة طويلة..
ذات الجريدة، واستنادا إلى مصادرها الخاصة، قالت انه "يرجح أن يكون التسجيل جاهزا للبث في مبنى التلفزيون بشارع الشهداء ليكون البث خلال الساعات القليلة القادمة يوم الأربعاء 26 فبراير، أو على أقصى تقدير قبل نهاية الشهر"(فهمتو شي حاجة !)..
وأوردت الجريدة الرسمية جدا بعض الفقرات التي "سيتلوها" بوتفليقة على شعبه العزيز، بعد عملية المونطاج والدبلجة(لأنه لن يستطيع الكلام حتما وسيتكلف شخص بتقليده)، والتي يتضح من خلال مضمونها ان الواقفين وراء ترشح فخامة الرئيس يحاولون للمرة الألف استغلال الوضع الصحي للرجل المريض لاستجداء الشعب ونيل عطفه، وذلك بالركوب على العواطف والضرب على اوتار العاطفة..
ومن بين الفقرات التي اوردتها الجريدة اعتراف الرئيس خلال حديثه عن صحته "بالمتاعب الصحية التي يواجهها منذ سنوات، ومبررا إهماله لصحته طوال السنوات الماضية بسبب اهتمامه بقضايا الوطن وخدمته للأمة (..)"..وكأني بالرئيس او الواقفين وراءه يحملون الشعب الجزائري مسؤولية مرض بوتفليقة، وبالتالي فإن التكفير عن الذنب وجبر الضرر لن يكون إلا بقبول الجزائريين ورضاهم بالولاية الرابعة لبوتفليقة..
بوتفليقة، او بالأحرى الذين يقفون وراءه، سيبرر(ون) ترشحه، حسب ما اوردته الشروق، بحجم "الطلبات التي ترد إليه من المجتمع المدني والأحزاب من الذين يطالبونه بعهدة رابعة، ولذلك سيقول ما معناه "قررت إكمال مسيرتي بالترشح لرئاسة الجمهورية" وسيحاول بوتفليقة، تضيف الجريدة، التأكيد على "الضمانات التي قدمها لنزاهة الانتخابات وأنه في مقدور الجزائريين الاختيار النزيه لمن يرونه يصلح لرئاسة الجمهورية(...) "، وهذا تاكتيك معروف يلجأ إليه كل من يريد الخلود على كرسي الرئاسة (وهو امر جرت به العادة والعمل لدى زعماء الاحزاب والنقابات ورؤساء الدول المنضوية تحت لواء ما وصفه نزار قباني ذات قصيدة بدولة "قمعستان"..)..
عزف بوتفليقة، (بوتفليقات في الحقيقة لان الرجل مريض وليس هو الذي يتكلم بل الواقفون وراء جثته)، على وتر العاطفة والنزاهة والادعاء ان الشعب هو من طلب منه الترشح لعهدة رابعة، بالإضافة إلى تِعداد قائمة منجزاته خلال عُهده الثلاث... هو محاولة يائسة لفرض رجل مريض على الشعب الجزائري الذي ملّ من الاكاذيب والترهات التي جرّت عليه الويلات والأزمات وجعلت خيراته يستفيد منها الواقفون وراء ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، فيما اغلبية الشعب تنادي بالتغيير والقضاء على الكابوس الذي يجثم على صدره لأكثر من خمسة عقود..