أثار إعلان الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني ترشيح حزبه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة المريض لولاية رئاسية رابعة جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الجزائرية. واستغرب فوزي ربيعي، رئيس حزب "عهد 54" المعارض هذا الإعلان قائلا: "عار على رئيس مريض أن يمارس نشاطاته الرئاسية والسياسية بالوكالة. لم نر مثل هذا التصرف إلا في بلدنا الجزائر"، متهما النظام والجيش "بنهب ثروات البلاد والوقوف وراء الأزمة التي تمر بها الجزائر منذ عدة سنوات".
وبشأن ترشح بوتفليقة المحتمل في أبريل 2014، أضاف فوزي ربيعي: "عوض تقديم تقارير وأرقام مزورة عن حصيلة الرئيس الاقتصادية منذ 15 سنة، نحن نطالبه أن يخاطب مباشرة الشعب ويقول له الحقيقة عن طبيعة المرض الذي يعاني منه".
وأضاف رئيس حزب "عهد 54" أن ولايات بوتفليقة الثلاث تميزت بقضايا الرشوة والفساد، أبرزها تلك التي مست شركة النفط "سونطراك" والطريق السريع الذي يربط شرق الجزائر بغربها، إضافة إلى قضية "خليفة".
من جهة أخرى، أكد وزير الإعلام السابق عبد العزيز رحابي أن احتمال ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة "خيار غير صائب وغير معقول"، لكنه أضاف أن مناصري الرئيس يحاولون فقط، من خلال هذه التصريحات، ملء الفراغ السياسي الذي تتواجد فيه الجزائر وصرف النظر عن المشكل الحقيقي، وهو مرض بوتفليقة".
وتزامنت تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مع تصريحات أخرى لا تقل أهمية أدلى بها الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الديمقراطي ميلود شرفي بداية هذا الأسبوع مفادها أن الرئيس السابق للحزب أحمد أويحي لن يعود مرة أخرى إلى قيادة الحزب وهو"الآن ينتمي إلى الماضي"
وقال ميلود شرفي في ندوة سياسية بمدينة تيزي وزو القبائلية: "إن عدم عودة أحمد أويحي إلى رئاسة الحزب شيء مفروغ منه"، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أسسه الوزير الأول السابق أحمد أويحي، ساند ولا يزال يساند البرنامج الاقتصادي والتنموي الذي وضعه عبد العزيز بوتفليقة منذ 1999".
ويرى بعض متتبعي الشؤون الجزائرية أن تصريحات الناطق الرسمي لحزب التجمع الديمقراطي لها دلالة سياسية واحدة، وهي أن أويحي لن يترشح للرئاسيات في 2014 بعدما كان ينظر إليه على أنه أبرز المعارضين لبوتفليقة والرجل الأجدر لقيادة البلاد ولكونه يحظى بدعم من قبل بعض قادة المؤسسة العسكرية الكبار.
وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني أعلن السبت الماضي خلال تجمع لأعضاء الحزب في مدينة البليدة – 40 كلم غرب العاصمة- أن "الرئيس بوتفليقة سيكون رسميا مرشح جبهة التحرير الوطني في انتخابات العام المقبل".
وأضاف أن الدافع لترشيح بوتفليقة لولاية رابعة هو "تثميننا لإنجازاته منذ وصوله إلى الحكم في 1999 وحصيلته الإيجابية على المستويين الداخلي والخارجي ومنها عودة الجزائر القوية إلى الساحة الدولية ومشروع المصالحة الوطنية".