قرر أغلبية أعضاء المجلس الوطني لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية عدم المشاركة في حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد الإلاه بنكيران، وشهدت كواليس حزب عبد الرحيم بوعبيد حالة من الغليان الشديد بعد تصاعد حدة الإحتجاجات، في ظل وجود أطراف لا تمانع في المشاركة في حكومة يقودها إسلاميون، وأشارت مصادر مقربة، إلى أن القرار الطاغي داخل المجلس الوطني هو التحول إلى المعارضة، ومحاولة استعادة إشعاع الحزب الذي فقده بعد 13 سنة من تدبير الشأن العام، منذ حكومة التناوب الأولى التي ترأسها الكاتب الأول الأسبق للحزب عبد الرحمان اليوسفي مرورا بحكومة جطو وأخيرا حكومة عباس الفاسي المنتهية ولايتها. وكان المكتب السياسي قد فوض للكاتب الأول عبد الواحد الراضي اتخاذ القرار المناسب، وهو ما اعتبره أعضاء في المجلس الوطني، وكذلك قياديون في الشبيبة الإتحادية انتكاسة تاريخية سيدفع الحزب ثمنها غاليا مستقبلا، وأوضحت المصادر أن أعضاء في الشبيبة الاتحادية اعتبروا مشاركة الحزب في حكومة الإسلامين بأنها ضربة قاضية للديمقراطية الداخلية، وبأنها تفضيل المصالح الخاصة على مصالح الحزب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية لاتجمعه اية علاقة لا في البرنامج و لا في الاستراتيجية ولا حتى في العقلية مع العدالة والتنمية، كما أنه إيديولوجيا هناك بون شاسع بين الطرفين، مشيرة إلى أن تحالف الجماعات المحلية ليس مقياسا لاستمرار الإرتباط بين الحزبين، البعيدين كليا عن بعضهما، معتبرة أي مشاركة في هذا التوقيت مجرد مزايدة سياسية ومحاولة لإلتفاف على نضالات الحزب بمسميات متعددة، من قبيل الإنفتاح السياسي. وذهبت أطراف اتحادية إلى أبعد مدى حين اعتبرت أن تحالف الاتحاد الإشتراكي مع العدالة والتنمية، يعتبر المقصلة التي ستنهي الاتحاد إلى الأبد، مشددين على أن إرث القوات الشعبية بات مهددا بسبب الأطماع الشخصية لبعض القيادات التي لا تريد التفريط في الحقائب الوزارية، وهو ما يمكن أن يشكل كارثة حقيقية على مستقبل حزب عبد الرحيم بوعبيد. في سياق آخر أشارت المصادر ذاتها إلى أن تورط بعض القياديين داخل الشبيبة الاسلامية التي تشكل القيادة الان داخل العدالة والتنمية في مقتل عمر بنجلون، رمى بظلاله على المشاورات التي تمت داخل أورقة الحزب، وزادت المصادر في القول إن دم عمر بنجلون لم يجف بعد وأن الجلوس في نفس الطاولة مع المتورطين في قتله، يعتبر خيانة لمبادئ الحزب، وخيانة لبنجلون، الذي قدم روحه فداء من أجل الوطن، وطالب اتحاديون خاصة من داخل الشبيبة الإتحادية التي يعتبر إبن أخ بنجلون نشيطا بها، بضرورة استحضار روح بنجلون وباقي الإتحاديين الذين سقطوا دفاعا عن الشرف، في اتخاذ القرار النهائي محملين قيادات الحزب مسؤولية، أي موقف يتعارض مع موقف القاعدة الجماهيرية.