ما تقوم به بعض الابواق الاعلامية في مصر، والتي تجد لها صدى لدى بعض المواقع الالكترونية بالمغرب، لا يخرج عن سياسة الاخوان المكشوفة التي تريد التشكيك في المسار الصحيح الذي سلكه المغرب على درب الاصلاح وإتمام بناء دولة الحق والقانون.. بعض الصحافيين وبإيعاز من الاخوان الذين يغيضهم الاستقرار في المغرب، اهتدوا إلى اسلوب بئيس في مجال الاشاعة، وذلك عبر نشر خبر ركيك بجريدة الدستور المصرية، يقول بأنه حسب "وكالات الأرصاد الجوية، فإن المغرب سيتعرض لأكبر عاصفة بحرية في العالم ابتداءً من 26 دجنبر الجاري، بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفتها دول الغرب، بالإضافة للتغيرات المناخية القاسية"..
وتماديا في الإثارة ونشر الإشاعة تضيف الجريدة بأن "الشعب المغربي في خطر حقيقي، مما سيدفع السلطات إلى الإفراج عن السجناء"، متوقعة أن "هذه العاصفة البحرية ستدوم حوالي 10 ساعات، ما سيؤدي للتدمير الكلي لأغلبية المدن الساحلية بالخصوص".
هذا الخبر التافه تناقلته بعض المواقع الالكترونية المغربية، ومنها الزعيمة هسبريس، وذلك لإثارة فضول القراء والرفع من عددهم بعد ان قررت إدارة "الفيس بوك" إغلاق "الروبيني" الذي كانت تستدرج من خلاله القراء عبر تقنية الدوباج..
نقل هذا الخبر وإدراجه من طرف هسبريس يطرح عدة أسئلة بالنظر إلى ما تسديه الجريدة للإخوان من خدمات، عبر نشر غسيلهم ومحاولة التأثير على الرأي العام المغربي لمساندة الاخوان المسلمين وانصار مرسي، وتأليب الجمهور الرياضي ودفعه لرفع شعار رابعة الاخواني في مونديال الاندية المقام بالمغرب..
نشر هذا الخبر الذي لا يستند إلى أية مصادر، حيث أن كاتبه لم يكلف نفسه عناء التدقيق في هوية هذه المصادر، وهو ما يكشف ان الغرض منه هو الاشاعة ولا شيء غيرها، ثم ان الجريدة ذكرت في خبرها هذا ان السلطات ستضطر إلى إطلاق سراح السجناء..وهذا هو بيت القصيد: ماذا تعني الجريدة بالسجناء؟ واين يتواجد هؤلاء؟
إن المتمعن في الخبر سيكتشف ان كاتبه من الاخوان والمتعاطفين مع المعتقلين على خلفية الاحداث الارهابية، لأن هؤلاء يتمركزون بالأساس بسجن سلا 2 حيث يوجد اغلبهم، وهو ما عنت به الجريدة: " الذي سيضرب المغرب، في سواحله الشاطئية"..
موقع هسبريس زاد في الخبر، والزيادة "من راس لحمق" كما يقول المغاربة، ووصف هذه الموجة ب"التسونامي"، وهو ما يكشف ان أصحاب الموقع الاول في المغرب يسايرون جريدة الدستور المصرية، كما ان بعض الاسئلة التي طرحوها في آخر مقالهم حول صحة الخبر لن تشفع لهم في نيتهم التحريضية، ويكفي الاطلاع على عنوان المقال المنشور بهسبريس لتبيّن ذلك: "جريدة مصرية "تتنبأ" بتسونامي رهيب يدمر المغرب آخر دجنبر" !
إن نشر هذا الخبر من طرف مواقع مغربية بهدف الاشاعة والإثارة يثير الكثير من الاسئلة، كما انه يطرح إشكالية غياب الحكومة وخاصة وزير الاتصال الذي يفترض فيه التدخل لوضع حد لمثل هذه الاخبار التي قد تثير ضجة في البلاد، لان الخبر ليس ببريء حيث انه يلمح بأن ينزح سكان الشمال والغرب نحو الجنوب..
في مثل هذه الحالات من المفروض ان يكون رد الحكومة ملائما مادات حريصة على استقرار البلاد والعباد وهو ما تريد بعض المواقع الالكترونية، التي تسير بمنطق الاثارة، زعزعته من خلال مجاراة الاشاعات التي تستوردها من الاخوان بمصر ..