ساد جو من المصالحة اليوم الثلاثاء مراسم تأبين الزعيم نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق, شهد مصافحة تاريخية بين زعيمي العدوين الرئيسيين الولاياتالمتحدةوكوبا. وفي العديد من الكلمات التي ألقيت في مراسم التأبين التي جرت في ستاد سويتو الرئيسي الذي احتشد فيه عشرات الالاف رغم المطر الغزير، اشار المتحدثون إلى قدرة مانديلا على توحيد مختلف المعسكرات المتناحرة حتى في مماته. وقال الأمين العام للامم المتحدة "لقد فعلها ثانية" واشار بيده الى ستاد سيتي لكرة القدم حيث اجتمع خصوم محليون وعالميون لاحياء ذكرى أول رئيس اسود لجنوب افريقيا. واضاف "نرى قادة يمثلون مختلف وجهات النظر ومختلف المشارب, جميعهم هنا متحدون". وصافح الرئيس الأميركي باراك اوباما رئيس كوبا راوول كاسترو الذي كان خصم الولاياتالمتحدة طوال الحرب الباردة, قبل أن يعتلي المنصة لإلقاء كلمته. وفسر البعض هذه البادرة على انها مؤشر على استعداد اوباما لمد يده إلى اعداء الولاياتالمتحدة. واشادت الحكومة الكوبية بهذه البادرة وكتبت على موقعها على الانترنت "هل تكون هذه بداية نهاية التعديات الأميركية ضد كوبا". وجمع حفل اليوم المعزون من طرفي الانقسام بين السود والبيض ابان الفصل العنصري, وخصوم من قادة دول العالم مثل بريطانيا وزيمبابوي, وممثلين من الاحزاب المتنافسة في جنوب افريقيا. وقال بان كي مون في كلمة امام الحشود ان "مانديلا اظهر قوة رائعة للمسامحة وربط الناس بعضهم ببعض ، والمعنى الحقيقي للسلام". وترتبط كوباوالولاياتالمتحدة بعلاقات محدودة منذ نصف قرن خضعت كوبا في معظمها للقبضة الحديدية لحكم فيدل كاسترو شقيق الرئيس راوو، وتواصل واشنطن فرض حظر تجاري على كوبا لعقود.