يلجأ بعض المعتقلين المتورطين في قضايا الارهاب في كثير من الاحيان إلى اختلاق قصص وأكاذيب لا يمكن ان يصدقها عاقل، وذلك في محاولة منهم للمسّ بأجهزة الدولة وتضليل الراي العام ومحاولة استمالة المنظمات الحقوقية.. آخر تخريجات هؤلاء كانت تلك التي التجأت إليها عائلة المدعو عبد الصمد بطار، المتورط في التفجيرات الارهابية لمقهى اركانة، حيث ادعت العائلة بإيعاز من ابنها ان هذا الاخير تعرض لحقن بمادة مجهولة بقسم الانعاش بمستعجلات مستشفى مراكش، الذي استقدم إليه، من سجن مول البركي بآسفي، على وجه السرعة على إثر تدهور حالته الصحية بعد إضرابه عن الطعام..
ممارسات هؤلاء وأكاذيبهم الرامية إلى جلب تعاطف المواطنين والجمعيات الحقوقية ذهبت بهم بعيدا في مجال الزيف والافتراء، حيث اتهمت عائلة بطار رجال "المخابرات المغربية" بالتنسيق مع رجال الامن المكلفين بحراسة المعتقل المضرب عن الطعام بحقنه بمادة مجهولة في قسم المستعجلات. .
هذه الاكاذيب والترهات لا يمكن تصديقها، خاصة إذا صدرت من أناس لا يتورعون في إلصاق التهم بالأجهزة الامنية المغربية، حيث ان المعتقل لا يمكن ان يعرف نوع "المادة المجهولة" التي تحتوي عليها الحقنة سوى إذا كان "مختبرا" يمكنه الكشف عن طبيعة الادوية التي يتناولها او التي يحقن بها، والتي تقدم إليه باعتباره مريضا ومضربا عن الطعام كما هو متعارف عليه دوليا في هذه الحالات..
كما ان قول عبد الصمد بطار بان هناك تواطؤ بين المخابرات ورجال الامن المكلفين بحراسته من اجل حقنه بمادة مجهولة يدخل في إطار علم الغيب، إلا إذا كانت عيونه كشّافات وسكانيرا تعلم هويات الاشخاص، إذ كيف له ان يعرف هوية هؤلاء، خاصة ان احواله قد ساءت واشتد به المرض، أم ان ذلك مجرد مسرحية كتلك التي يتقنها المعتقلون في قضايا الارهاب كعادتهم؟
يقول المثل المغربي "اللّي فيه يكفيه.."، وهو ما ينطبق على المعتقل عبد الصمد بطار، إذ ان لا أحد في صالحه حقنه سواء بمادة مجهولة او معلومة للانتقام منه، لأنه بكل بساطة قد نال عقابه على الجرم الذي ارتكبه في حق الابرياء عندما تورط في تفجير اركانة، وهو بذلك قد نال ما يستحقه كل مجرم ولا فائدة من اختلاق أضاليل وأكاذيب لن يصدقها احد لأن المغرب قد قطع أشواطا في طريق بناء دعائم دولة الحق والقانون، وما حقنه بالإبر وإمداده بالدواء إلا دليلا على ان المغرب يحترم حقوق السجناء في التطبيب والعناية الصحية، رغم انهم اقترفوا افعالا شنيعة وجرائم ارهابية، وهو يفعل ذلك مثله مثل سائر الدول الديمقراطية في العالم، ولا يكترث بالمزايدات والابتزاز الذي يمارسه امثال عبد الصمد بطار..