أكد الناشط الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، اليوم الأربعاء، أن موقف الولاياتالمتحدة من قضية الصحراء الذي وصف المخطط المغربي بشأن الحكم الذاتي بأنه "جدي وواقعي وذو مصداقية"، يعد "مكسبا جديدا للدبلوماسية المغربية". وأوضح مصطفى سلمى، في تصريح أرسله لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد بشأن البيان المشترك الذي صدر بمناسبة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة، أنه "إذ كان الموقف الجديد للولايات المتحدةالأمريكية يعد مكسبا للدبلوماسية المغربية، فإن الصحراويين يرون فيه دعما قويا للتسوية لأنه يعيد العملية السياسية إلى طريقها الصحيح الذي تحاول البوليساريو والجزائر تحريفه بشغل العالم بقضايا هامشية كقضايا حقوق الإنسان".
وأضاف هذا الناشط الصحراوي، الذي أعتقل ونفى من قبل البوليساريو ومنع من العودة إلى مخيمات تندوف والانضمام إلى أفراد عائلته لأنه دعم علنا بالسمارة المخطط المغربي للحكم الذاتي، أن الولاياتالمتحدة "مقتنعة" بمقترح الرباط وذلك إثر توصلها إلى "معطيات كافية" تؤكد "واقعية ومصداقية وجدية" المبادرة المغربية التي "تستجيب لتطلعات الصحراويين وتمكنهم من إدارة شؤونهم في سلام وكرامة".
وقال مصطفى ولد سلمى "إننا نحن الداعمين للحكم الذاتي، والمعنيين المباشرين بهذا النزاع نأمل في أن يحذو المجتمع الدولي حذو الولاياتالمتحدة في دعمها لمبادرة الحكم الذاتي"، مذكرا بالروابط التاريخية التي تجمع بين القبائل الصحراوية والمغرب.
وقال "إننا أدركنا طيلة ثلاثين سنة بمخيمات تندوف أن الجزائر لا تريد حلا لهذا النزاع وأنها تستخدم الصحراويين مطية لتحقيق مصالحها على حساب معاناتهم"، واصفا وضع الساكنة في هذه المخيمات ب"الاحتجاز"، خاصة وأنها محرومة من حرية الحركة والتنقل.
وبالنسبة لمصطفى سلمى فإن "المجتمع الدولي ليس بحاجة إلى دلائل على تشبث الصحراويين بالمغرب"، مذكرا باستمرار عودة آلاف الأشخاص بهذه المخيمات إلى المغرب، رغم "الدعاية المغرضة" للجزائر والبوليساريو حول الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية.
وأوضح هذا الناشط الصحراوي أنه في الوقت الذي يزداد فيه تدهور عيش المحتجزين في تندوف، يلاحظ استقرار ملحوظ لوضعهم واندماجهم في الأقاليم الجنوبية بفضل "المجهود التنموي" الذي قام به المغرب في هذه الأقاليم حيث "ينعمون بكافة حقوقهم".
وخلص مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إلى أن هذا الواقع هو الذي دفع بالولاياتالمتحدةالأمريكية، التي أدركت فشل الجزائر والبوليساريو في ضبط مخيمات تندوف، إلى الكشف عن موقفها الداعم للمقترح المغربي حول الحكم الذاتي.
يذكر أنه في سنة 2010، وبعد زيارة عائلية للمغرب، أعلن مصطفى سلمى، مفتش عام سابق بشرطة البوليساريو، في مؤتمر صحفي عقده يوم تاسع غشت بالسمارة، دعمه لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب للأمم المتحدة في أبريل 2007.
وأعرب مصطفى سلمى، خلال هذا المؤتمر الصحفي، أيضا عن عزمه العودة إلى مخيمات تندوف للقيام بالترويج للمخطط المغربي. إلا أنه هدد من قبل قيادة "البوليساريو" قبل أن تعمد ميليشياتها إلى اعتقاله وهو في طريقه إلى تندوف لرؤية أطفاله، ثم ترحيله.